ما يتضمنه كتابي "حول الأزمة اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة" دراسات معمقة وغير مسبوقة في السياسة والإستراتيجيا والتنمية والسوسيولوجيا؛ من بينها: أربع نظريات جديدة في الأنتروبولوجيا المجتمعية، وخطة لحلّ الأزمة في لبنان، وإستراتيجيا تعتمد وسائل المحاربة الإعلامية والسياسية والاقتصادية لهزيمة الولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية، والتي سيكون من نتائجها الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي والتطور في العالم العربي ومعظم دول الجنوب.

الثلاثاء، 17 مايو 2016

القداسة لا تعني الضعف

"    لا تظنّوا أني جئتُ لألقي سلاماً على الأرض، ما جئتُ لألقي سلاماً بل سيفاً. فأني جئتُ لأفرِّقَ الإنسانَ ضد أبيه والابنة َضد أمها والكنَّةَ ضد حماتها. وأعداءُ الإنسان أهلُ بيته" (متى 10: 34 - 36).
     هذا الكلام للسيد المسيح المقصود منه أن يكون لدى المؤمن نزعةٌ تمردية ضد المفاهيم والنظم الاجتماعية الشائعة التي تعملُ على إبعاده عن التديُّن الصحيح...
     فالأعراف الاجتماعية السائدة في جميع المجتمعات، أي ما يُعرَف بالحياة المجتمعية أو "بحالة الإنسان بعد السقوط" (بحسب التعابير اللاهوتية)، من شأنها أن تُبعِدَ الإنسانَ عن التديُّن الصحيح وتجرُّه إلى العبادة الذاتية... فتجعله يظنُّ أنه يتعبَّدُ للإله الحقيقي بينما يكون في الواقع في حال من العبادة الذاتية، أي التمجيد الذاتي اللامتناهي، أي "تألّهه بقواه الذاتية" كما شرح هذا الأمرَ آباءُ الكنيسة الأرثوذكسية.
     القداسة في الإيمان الأرثوذكسي لا تعني مطلقاً أن يكون القديسُ إنساناً ضعيفاً أو جباناً، بل العكس تماماً، أي أن يكون قوياً وشجاعاً ومتمرداً إلى أقصى الدرجات خاصة في مواجهة الأعراف الاجتماعية الشائعة ("الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة... فنصيبهم في البحيرة المتَّقِدة بنار وكبريت"، رؤيا 21: 8)، وفي نفس الوقت أن يكون متواضعاً ومحباً للجميع... 


عامر سمعان، باحث وكاتب
17/ 5/ 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق