"
لا تظنّوا أني جئتُ لألقي سلاماً على الأرض، ما
جئتُ لألقي سلاماً بل سيفاً. فأني جئتُ لأفرِّقَ الإنسانَ ضد أبيه والابنة َضد
أمها والكنَّةَ ضد حماتها. وأعداءُ الإنسان أهلُ بيته" (متى 10: 34 - 36).
هذا الكلام للسيد المسيح المقصود منه أن يكون لدى المؤمن نزعةٌ تمردية ضد المفاهيم
والنظم الاجتماعية الشائعة التي تعملُ على إبعاده عن التديُّن الصحيح...
فالأعراف الاجتماعية السائدة في جميع المجتمعات، أي ما يُعرَف بالحياة المجتمعية أو "بحالة الإنسان بعد السقوط" (بحسب التعابير اللاهوتية)، من شأنها أن تُبعِدَ الإنسانَ عن التديُّن الصحيح وتجرُّه إلى العبادة الذاتية... فتجعله يظنُّ أنه يتعبَّدُ للإله الحقيقي بينما يكون في الواقع في حال من العبادة الذاتية، أي التمجيد الذاتي اللامتناهي، أي "تألّهه بقواه الذاتية" كما شرح هذا الأمرَ آباءُ الكنيسة الأرثوذكسية.
فالأعراف الاجتماعية السائدة في جميع المجتمعات، أي ما يُعرَف بالحياة المجتمعية أو "بحالة الإنسان بعد السقوط" (بحسب التعابير اللاهوتية)، من شأنها أن تُبعِدَ الإنسانَ عن التديُّن الصحيح وتجرُّه إلى العبادة الذاتية... فتجعله يظنُّ أنه يتعبَّدُ للإله الحقيقي بينما يكون في الواقع في حال من العبادة الذاتية، أي التمجيد الذاتي اللامتناهي، أي "تألّهه بقواه الذاتية" كما شرح هذا الأمرَ آباءُ الكنيسة الأرثوذكسية.
القداسة في الإيمان الأرثوذكسي لا تعني مطلقاً أن يكون القديسُ
إنساناً ضعيفاً أو جباناً، بل العكس تماماً، أي أن يكون قوياً وشجاعاً ومتمرداً
إلى أقصى الدرجات خاصة في مواجهة الأعراف الاجتماعية الشائعة ("الخائفون وغير
المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة... فنصيبهم في البحيرة المتَّقِدة بنار
وكبريت"، رؤيا 21: 8)، وفي نفس الوقت أن يكون متواضعاً ومحباً للجميع...
عامر سمعان، باحث وكاتب
17/
5/ 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق