ما يتضمنه كتابي "حول الأزمة اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة" دراسات معمقة وغير مسبوقة في السياسة والإستراتيجيا والتنمية والسوسيولوجيا؛ من بينها: أربع نظريات جديدة في الأنتروبولوجيا المجتمعية، وخطة لحلّ الأزمة في لبنان، وإستراتيجيا تعتمد وسائل المحاربة الإعلامية والسياسية والاقتصادية لهزيمة الولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية، والتي سيكون من نتائجها الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي والتطور في العالم العربي ومعظم دول الجنوب.

الاثنين، 16 مايو 2016

واقع إسترتيجي مشترك

     يوجد بين لبنان وسوريا واقعٌ إستراتيجي مشترَك. فما يُشكِّل خطراً على أحدهما يشكِّل في نفس الوقت خطراً على الآخر. بالنظر إلى ما بينهما من: واقع جغرافي (قرب العاصمة السورية من الحدود اللبنانية والحدود الطويلة المشتركة) والواقع الاجتماعي - الثقافي (المجتمع الواحد).
     من هذا المنطلق، عندما قرر الرئيس حافظ الأسد إرسال قوات سورية إلى لبنان منذ بداية الحرب الأهلية، وعندما كان يصرُّ دوماً على حلّ سوري للأزمة اللبنانية، حتى ولو كان الثمن التضحية بحياة الآلاف من الجنود السوريين؛ فالسبب لم يكن الهيمنة على لبنان ولم يكن أيضاً المحبة والغرام به... بل كان ذلك الواقع الإستراتيجي المشترك... 
     وعندما قرر المجتمع الدولي القبول برعاية سورية لحلّ الأزمة اللبنانية من خلال اتفاق الطائف في العام 1989 فالسبب لم يكن مؤامرة أمريكية - سورية على لبنان كما يقول بعضهم... بل كان إدراك المجتمع الدولي أن سوريا هي البلد الوحيد في العالم الذي سيقبل برعاية الحلّ وإرسال جنوده إلى المستنقع اللبناني حتى ولو كان الثمن التضحية بحياة الآلاف منهم ، انطلاقاً من ذلك الواقع الإستراتيجي ...
     وفي السياق نفسه، عندما قرر حزب الله الدفاع عن سوريا في الأحداث الحالية حتى ولو كان الثمن التضحية بحياة المئات أو الآلاف من مقاتليه؛ فالسبب لم يكن الانصياع إلى الأوامر الإيرانية أو غيره كما يقول بعضهم... بل أيضاً هو هذا الواقع الإستراتيجي نفسه.


عامر سمعان، باحث وكاتب
16/ 5/ 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق