توقيف الهبة السعودية التي كانت مخصصة إلى الجيش اللبناني في 19/ 2/ 2016، هذا لا
يعود إلى مجرد اعتراض السعودية على السياسة الخارجية للدولة اللبنانية أو إلى صعوبات في
الاقتصاد السعودي...
في واقع الأمر، السعودية، وكمثل حال تركيا وقطر وغيرها من دول الخليج، هي بمثابة أدوات للسياسة الأمريكية في هذه المنطقة... وبما أنه من غير الوارد عند هذه الأخيرة
السماح بانتصار روسيا وحلفائها في محور المقاومة في الأحداث السورية، وبما أنه قد تعرقل تنفيذ تدخّل سعودي - تركي عسكري بريّ تحت
القيادة الأمريكية في سوريا يهدف
إلى قطع الطريق على ذلك الانتصار بسبب التخوف من حصول نزاع إقليمي كبير...
فتكون الخيارات الأخرى المتاحة هي: إما تزويد داعش بالسلاح الكيميائي ليصار إلى استخدامه حتى في أهداف في الداخل الروسي، وإما تزويد
داعش والنصرة ومَن معهما في المعارضة السورية بصواريخ متطورة ضد الدروع والطائرات، وإما إشعال فتنة سنيّة -
شيعية في لبنان تتيح إلهاء حزب الله في الداخل اللبناني وفتح الجبهات على دمشق وحمص والساحل السوري
انطلاقاً من الأراضي اللبنانية...
من
هنا يمكن أن نفهم سبب توقيف تلك الهبة إلى الجيش اللبناني كخطوة من ضمن مسلسل : لإضعاف هذا الجيش وتسعير الانقسامات
والتوترات السياسية في البلاد وإيجاد الجو الملائم لهذه الفتنة... التي من
المرجَّح أن يتم إشعالها من خلال اغتيالات تطال بعض قيادات في 14 آذار وما سيتبعها من تهويش إعلامي يتهِم، كما
جرت العادة منذ العام 2004، سوريا وحلفائها في الداخل اللبناني بالقيام بها ...
عامر سمعان، باحث وكاتب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق