ما يتضمنه كتابي "حول الأزمة اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة" دراسات معمقة وغير مسبوقة في السياسة والإستراتيجيا والتنمية والسوسيولوجيا؛ من بينها: أربع نظريات جديدة في الأنتروبولوجيا المجتمعية، وخطة لحلّ الأزمة في لبنان، وإستراتيجيا تعتمد وسائل المحاربة الإعلامية والسياسية والاقتصادية لهزيمة الولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية، والتي سيكون من نتائجها الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي والتطور في العالم العربي ومعظم دول الجنوب.

الاثنين، 22 أبريل 2013

حول المساندة الإعلامية للنظام السوري وحزب الله (10)


     سنتطرق هنا ومن ضمن عدة حلقات إلى الخطوط العريضة لخطة عمل إعلامي داعمة للنظام السوري وحزب الله وحلفائهما في الداخل اللبناني، في ظل الهجمة الإعلامية الكبيرة التي يتعرضون لها؛ وحيث سيكون بإمكان أي شخص أن يشارك في هذه الخطة من خلال ما هو متوفر لديه من وسائل إعلام.  
     الحلقة العاشرة والأخيرة هي حول الأسباب الموجبة لتقديم الدعم للنظام السوري.
     كثيراً ما يُسأل مَن يقفون إلى جانب الرئيس الأسد عن الأسباب التي تدفعهم إلى ذلك؛ الجواب عن هذا السؤال من الأفضل أن يتناول في نفس الوقت النقاط الثلاث التالية:

- أولاً، لأن الحرب الدائرة في سوريا هي ليست بين موالاة ومعارضة، أو حرباً أهلية، أو حرباً ضد تنظيمات أصولية متطرفة، أو غيره... بل هي أساساً حرباً عالمية بين الموالين للولايات المتحدة والمعارضين لها، وحرباً بين مَن يؤيدون استمرار زعامتها العالمية ومَن يرفضون استمرار هذه الزعامة. المعارضة السورية هي منضوية بدورها في هذه الحرب، فباستثناء قلة قليلة منها ترفض العمل العسكري في مواجهة النظام والتدخل الخارجي وتلتزم بالمعاداة للسياسة الأمريكية، إلا أن معظم مَن هم في هذه المعارضة يؤيدون العمل العسكري ويرفضون الحوار ويطالبون ويتوسلون التدخل العسكري الخارجي من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ويتباكون أمام وسائل الإعلام العالمية بالقول إن المجتمع الدولي يتقاعس في مساعدتهم عسكرياً لأنه لا يوجد في سوريا ثروات نفطية كما هو الحال في ليبيا ثم يتظاهرون ويقولون "ما إلنا غيرك يا الله"، وقد صدرت عنهم تصريحات تشير بوضوح إلى معاداة إيران وحزب الله وإلى الرغبة في التغيير في السياسة الخارجية لسوريا... بالنظر إلى كل هذا، مَن هو في موقع المعارضة للولايات المتحدة وراغباً في إنهاء زعامتها العالمية يصبح تلقائياً إلى جانب النظام السوري في هذه الحرب العالمية. 
  
- ثانياً، لأن، ما يتعرّض له النظام السوري من حملات إعلامية تتهمه بالإجرام والإرهاب ما هي إلا أكاذيب وافتراءات من قبل الأمريكيين وحلفائهم للتغطية على ما ارتكبوه هم من جرائم وإرهاب في هذه المنطقة. أهم ما في هذه الأكاذيب والافتراءات هو التالي:
1 - توجيه الاتهام إلى النظام السوري وحلفائه باغتيال الرئيس رفيق الحريري، بينما الصحيح هو أن الولايات المتحدة هي المتهَم الأول بهذه الجريمة؛ انظر الحلقة الأولى في هذه السلسلة:
2 - توجيه الاتهام إلى النظام السوري وحلفائه باغتيال قيادات من ١٤ آذار وبتفجيرات في مناطقهم السكنية، بينما الصحيح هو أن الولايات المتحدة هي المتهَم الأول بهذه الجرائم والتفجيرات؛ انظر الحلقة الثانية:
3 -  توجيه الاتهام إلى النظام السوري وحلفائه بأنهم وراء تنظيم فتح الإسلام، بينما الصحيح هو أن الولايات المتحدة هي المتهَم الأول بالاستفادة من هذا التنظيم وبتقديم الدعم له؛ انظر الحلقة الرابعة:
- توجيه الاتهام إلى النظام السوري بالمسؤولية الأساسية عما يجري في سوريا من أحداث أمنية، بينما الصحيح هو أن المعارضة السورية مع حلفائها في الخارج من أمريكيين ومتأمركين هم المتهَمين قبل غيرهم بالمسؤولية الأساسية عن هذه الأحداث؛ انظر الحلقة الخامسة:
5 - توجيه الاتهام إلى النظام السوري بالمسؤولية الأساسية عما يجري في سوريا من جرائم بحق المدنيين واستخدام السلاح الكيميائي، بينما الصحيح هو أن المعارضة السورية مع حلفائها في الخارج من أمريكيين ومتأمركين هم المتهَمين قبل غيرهم بهذه الجرائم وباستخدام هذا السلاح؛ انظر الحلقة السادسة:
6- توجيه الاتهام إلى النظام السوري بأنه وراء مخطط سماحة لإشعال فتنة في شمال لبنان،  بينما الصحيح هو أن المعارضة السورية مع حلفائها في الخارج من أمريكيين ومتأمركين هم المتهَمين قبل غيرهم بتدبير هذا المخطط، أو أن يكون سماحة بريئاً من هذه التهمة التي تم تلفيقها له من قبل الأمريكيين ومَن معهم؛ انظر الحلقة السابعة:

- ثالثاً، لأن ادعاءات المعارضة السورية بجلب الحرية والديمقراطية إلى الشعب السوري هي ادعاءات فارغة، كون ثورات الربيع العربي لن تؤدي إلا إلى زيادة الفقر والديكتاتوريات أو سيكون هناك ديمقراطية شكلية مترافقة مع حالة عدم استقرار أمني مستمرة مع ما يترتب عليها من إعاقة النمو الاقتصادي. ولأنه فيما يتعلق بالوضع السوري، فإن سقوط النظام الحالي لن يؤدي إلا إلى دولة طالبان جديدة لكن بنسخة عربية؛ بل ستكون أسوأ من دولة طالبان أفغانستان، لأن هذه الأخيرة وبالرغم من كل سيئاتها كان عندها حسنة واحدة وهي أنها كانت ضد السياسة الأمريكية، أما دولة طالبان سوريا فستكون تحت المظلة الأمريكية... إضافة فإن القراءة العلمية للأوضاع في العالم العربي توصل إلى أن تحقيق الاستقرار الأمني والديمقراطية والنمو الاقتصادي والتطور في بلدانه لا تتحقق من خلال تغيير الأنظمة الحاكمة أو الإبقاء عليها، بل في السَير في خطة واضحة تؤدي إلى هزيمة الولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية... انظر الحلقة التاسعة عن هذا الموضوع:
   
     بالتالي، بالنظر إلى هذه الحرب العالمية التي تجري في سوريا وإلى هذه الحملة من الأكاذيب والافتراءات التي هي الأضخم من نوعها في التاريخ، وبالنظر إلى النتائج التي ستترتب على سقوط النظام السوري، يصبح من واجب كل شريف وصاحب ضمير في هذا العالم الوقوف إلى جانب هذا النظام.
     لكن يبقى السؤال: هل من الممكن الانتصار على الولايات المتحدة في هذه الحرب العالمية في سوريا وهل من الممكن إنهاء زعامتها العالمية وإلحاق هزيمة كبرى بها ؟ الجواب هو نعم؛ فبالإمكان وضع خطة عامة، أي إستراتيجيا، تعتمد الوسائل السلمية، أي الإعلامية والسياسية والاقتصادية، تؤدي إلى تمكين الجيش السوري من بسط سلطة الدولة على الأراضي السورية خلال أسابيع، ثم تؤدي في المستقبل المنظور إلى عزل الولايات المتحدة سياسياً وانهيار اقتصادها مع كل ما سيستتبع ذلك من نتائج. هذه الإستراتيجيا سنعرضها بإيجاز في ثلاثية تحت عنوان: "النظام السوري والخيار الوحيد أمامه للنصر". الحلقة الأولى من هذه الثلاثية هي تحت عنوان "القوة الحقيقية للمعارضة السورية":


الحلقة الأولى كانت حول اغتيال الرئيس الحريري:
الحلقة الثانية كانت حول باقي الاغتيالات والتفجيرات التي حصلت في لبنان وتم ربطها باغتيال الحريري وصولاً إلى المحاولة الفاشلة لاغتيال النائب بطرس حرب في العام الماضي:
الحلقة الثالثة كانت حول عدم مصداقية المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري:
الحلقة الرابعة كانت حول تنظيم فتح الإسلام:
الحلقة الخامسة كانت حول المسؤولية الأساسية عما يجري حالياً في سوريا من أحداث أمنية:
الحلقة السادسة كانت حول المسؤولية الأساسية عما يجري في سوريا من جرائم بحق المدنيين واستخدام للسلاح الكيميائي:
الحلقة السابعة كانت حول مسألة الوزير السابق ميشال سماحة:
الحلقة الثامنة كانت حول الادعاءات بمشاركة حزب الله في المعارك في الداخل السوري:
الحلقة التاسعة كانت حول ادعاءات المعارضة السورية بجلب الحرية والديمقراطية إلى الشعب السوري:


عامر سمعان ، باحث وكاتب
22/ 4/ 2013. تم آخر تنقيح لهذه المقالة في 5/ 10/ 2013.

الجمعة، 19 أبريل 2013

حول المساندة الإعلامية للنظام السوري وحزب الله (9)


     سنتطرق هنا ومن ضمن عدة حلقات إلى الخطوط العريضة لخطة عمل إعلامي داعمة للنظام السوري وحزب الله وحلفائهما في الداخل اللبناني، في ظل الهجمة الإعلامية الكبيرة التي يتعرضون لها؛ وحيث سيكون بإمكان أي شخص أن يشارك في هذه الخطة من خلال ما هو متوفر لديه من وسائل إعلام.  
     الحلقة التاسعة هي حول ادعاء المعارضة السورية بجلب الحرية والديمقراطية إلى الشعب السوري.
     الرد على هذا الادعاء هو التالي:
     ثورات ما يُعرَف بالربيع العربي، من تونس ومصر إلى ليبيا وسوريا، لن تؤدي إلى أهدافها المرجوة في الحرية وتحسين الأوضاع الاقتصادية، ولو بعد ألف عام. ما ستؤدي إليه في الواقع لن يكون إلا زيادة في الفقر والدكتاتوريات، أو سيكون هناك ديمقراطية شكلية لكن مترافقة مع حالة عدم استقرار أمني مستمرة مع ما يترتب عليها من إعاقة النمو الاقتصادي.
     لأنه مهما كانت نتيجة هذه الثورات سيبقى هناك حالة من قلة الثقة في الاستقرار الأمني المستقبلي؛ لأنه إذا ما كان النظامُ الحاكم الجديد موالياً للولايات المتحدة فسيكون هناك تخوف من أن يتمرد عليه التيار المعارض لها في القواعد الشعبية، وإذا ما كان هذا النظامُ معارضاً لهذه الدولة فسيكون هناك تخوف من أن يتمرد عليه التيار الموالي لها في القواعد الشعبية بدعم وتشجيع منها، كما يكون هناك تخوف من استهداف هذا النظام باعتداءات خارجية من قبل هذه الدولة، أي الولايات المتحدة، أو حليفاتها خاصة منهم إسرائيل.
     ومن البديهيات في علم الاقتصاد أنه لا يمكن تسريع النمو الاقتصادي في أي بلد في ظلّ قلة الثقة في الاستقرار الأمني المستقبلي؛ لأنه في هذه الأجواء يتَّجه المستثمرون نحو الاستثمارات القصيرة الأمد التي تمتاز بالسرعة في الإنتاج وفي جني الأرباح، كما يتَّجه المواطنون بشكل عام إلى تخبئة أموالهم عوض استثمارها أو تحويلها إلى عملات أجنبية أو إلى الذهب... وكل هذه الأمور تكون معيقة للنمو الاقتصادي.
     والوضع هو نفسه في معظم دول الجنوب، التي تعاني من حالة قلة الثقة في الاستقرار الأمني المستقبلي، بسبب الانقسام في القواعد الشعبية في أي منها بين تيار موالٍ للولايات المتحدة وآخر معارض لها، وما يترتب على هذا الوضع من بطء النمو الاقتصادي...
     إضافة، في ظل قلة الثقة في الاستقرار الأمني المستقبلي لا يمكن نقل المجتمع من سوء الممارسة الديمقراطية إلى التحسن فيها، بل العكس قد يحدث، أي حتى ولو كان هناك ممارسة جيدة للديمقراطية فستشهد البلاد انحرافاً نحو سوء الممارسة فيها. من الأمثلة على ذلك ما حدث في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر قوة في العالم، والتي ما أن ظهر تهديد بسيط لأمنها القومي بعد هجمات 11 أيلول 2001 من قبل تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات الأصولية المتطرفة، أي بمجرد أن كان هناك تخوف بسيط من توترات أمنية مستقبلية، حتى كان هناك قوانين كمثل باترويت آكت وقانون تفويض الدفاع الوطني وقانون التجسس، التي تتضمن ما يشكِّل انتهاكاً للحقوق والحريات المدنية للأمريكيين تحت حجة محاربة الإرهاب والمحافظة على الأمن القومي. فمما تتضمنه هذه القوانين هو السماح للأجهزة الأمنية بالتنصّت على المواطنين الأمريكيين والاطلاع على المعلومات الشخصية عنهم ومداهمة منازلهم لمجرد الاشتباه أن لهم علاقة بالإرهاب ومن دون إذن قضائي، وكذلك اعتقالهم إلى أجل غير مسمى من دون توجيه تهمة لهم ومن دون محاكمة.
     أي إنه بمجرد حصول اهتزاز بسيط في الأمن القومي في الولايات المتحدة حتى كان هناك خطوة مهمة نحو سوء الممارسة للديمقراطية فيها، فكيف هو الحال إذاً في الدول العربية التي كان ولا يزال الأمن القومي فيها مهتزاً منذ عشرات السنين؛ والتي تغيير الأنظمة فيها من ضمن ما يُعرّف بالربيع العربي لن يؤدي إلا إلى زيادة في هذا الاهتزاز.
     أي إنه في المقاربة العلمية للموضوع فإن السبب الأساسي في فقر وتخلف الدول العربية ومعظم دول الجنوب هو حالة قلة الثقة في الاستقرار الأمني المستقبلي، والتي تعود أساساً إلى الجرائم والسياسات العدائية للولايات المتحدة وحليفاتها من الدول الأوروبية الاستعمارية وإسرائيل في هذه الدول... مع وجود استثناءات قليلة كمثل دول الخليج العربي التي تنعم بحالة جيدة من الاستقرار الأمني والنهوض الاقتصادي، الأمر الذي يعود أساساً إلى الحماية الأمريكية لها؛ وهي بالرغم من هذا النهوض الاقتصادي الذي يميّزها إلا أنه يبقى فيها حالة قوية من القمع وسوء الممارسة الديمقراطية والبطء في التطور...   
     بالتالي، الذين يطالبون الرئيسَ الأسد بإصلاحات جذرية في سوريا، والذين يقدِّمون أنفسهم على أنهم جديرين بالقيام بهكذا إصلاحات؛ نقول لكل هؤلاء إن الرئيس الأسد ومهما كان جاداً ومخلصاً في إصلاحاته الموعودة فهو لن يستطيع نقل البلاد، بأي شكل، إلى الممارسة الجيدة للديمقراطية وتسريع النمو الاقتصادي؛ وكذلك الحال مع أي شخص سيستلم السلطة في سوريا، سواء أكان موالياً أم معارضاً، أو مع الولايات المتحدة أم ضدها، أو علمانياً أم أصولياً، أو غيره... وكذلك الأمر مع باقي الدول العربية وغيرها من دول الجنوب التي عندها تاريخ مرّ مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية الحليفة لها... وإنه إذا ما أراد الشعب السوري، أو أي شعب آخر في الدول العربية أو في تلك الدول من الجنوب، أن يحلم بالاستقرار الأمني والديمقراطية والنمو الاقتصادي والتطور عليه ليس أن يفكر في تغيير النظام الحاكم أو الإبقاء عليه، بل في السَير في خطة واضحة تؤدي إلى هزيمة الولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية.
     إضافة، وفيما يتعلق بالوضع السوري، وكما تبدو الأمور سائرة، فإن سقوط النظام الحالي لن يؤدي إلا إلى دولة طالبان جديدة لكن بنسخة عربية؛ بل ستكون أسوأ من دولة طالبان أفغانستان، لأن هذه الأخيرة وبالرغم من كل سيئاتها كان عندها حسنة واحدة وهي أنها كانت ضد السياسة الأمريكية، أما دولة طالبان سوريا فستكون تحت المظلة الأمريكية... أي إن المعارضة السورية المتأمركة، وسواء أكانت علمانية أم أصولية، هي آخر فريق في العالم يجدر به التكلم عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
     للتوسع فيما تقدم انظر المقالة "الإستراتيجيا المقترحة لإنهاء الزعامة العالمية للولايات المتحدة":
     أيضاً للتوسع أكثر فيما تقدم وللاطلاع على الدراسات والنظريات التي بموجبها تم توضيح كيف أن الزعامة العالمية للولايات المتحدة وتحالفها مع المستعمرين الأوروبيين وإسرائيل هي المسبب الأساسي لحالة قلة الاستقرار الأمني والفقر والتخلف في العالم العربي ومعظم دول الجنوب، وأنه لا يمكن لهذه المناطق أن تنعم بالاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي والتطور والديمقراطية إلا بإلحاق هزيمة كبرى بالولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية؛ انظر كتابي: "حول الأزمة اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة"، الفصول من التاسع إلى الثاني عشر.     
      
الحلقة الأولى كانت حول اغتيال الرئيس الحريري:
الحلقة الثانية كانت حول باقي الاغتيالات والتفجيرات التي حصلت في لبنان وتم ربطها باغتيال الحريري وصولاً إلى المحاولة الفاشلة لاغتيال النائب بطرس حرب في العام الماضي:
الحلقة الثالثة كانت حول عدم مصداقية المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري:
الحلقة الرابعة كانت حول تنظيم فتح الإسلام:
الحلقة الخامسة كانت حول المسؤولية الأساسية عما يجري حالياً في سوريا من أحداث أمنية:
الحلقة السادسة كانت حول المسؤولية الأساسية عما يجري في سوريا من جرائم بحق المدنيين واستخدام للسلاح الكيميائي:
الحلقة السابعة كانت حول مسألة الوزير السابق ميشال سماحة:
الحلقة الثامنة كانت حول الادعاءات بمشاركة حزب الله في المعارك في الداخل السوري:
الحلقة العاشرة هي حول الأسباب الموجبة لتقديم الدعم للنظام السوري:




عامر سمعان ، باحث وكاتب
19/ 4/ 2013. تم آخر تنقيح لهذه المقالة في 5/ 10/ 2013.

الجمعة، 5 أبريل 2013

حول المساندة الإعلامية للنظام السوري وحزب الله (8)


     سنتطرق هنا ومن ضمن عدة حلقات إلى الخطوط العريضة لخطة عمل إعلامي داعمة للنظام السوري وحزب الله وحلفائهما في الداخل اللبناني، في ظل الهجمة الإعلامية الكبيرة التي يتعرضون لها؛ وحيث سيكون بإمكان أي شخص أن يشارك في هذه الخطة من خلال ما هو متوفر لديه من وسائل إعلام.  
     الحلقة الثامنة هي حول الادعاءات بمشاركة حزب الله في المعارك في الداخل السوري.
     دأبت المعارضة السورية مع حلفائها في الخارج منذ بداية الأحداث في سوريا على اتهام حزب الله بإرسال مقاتلين إلى الداخل السوري ليقاتلوا إلى جانب قوات النظام. وقد كانوا يتحدثون في البداية عن وجود قناصة من حزب الله يطلقون النار على المتظاهرين أما الآن فهم يتحدثون عن وجود آلاف المقاتلين ( على الأقل خمسة آلاف مقاتل ) من قوات النخبة من هذا الحزب يشاركون مع النظام في مختلف المعارك عدا عن تقديم مختلف أشكال الدعم له؛ حتى أصبحوا يضعون هذا الحزب في نفس الدرجة مع إيران وروسيا بصفتهم الأطراف الرئيسية الداعمة لهذا النظام.
     الرد على هذا الاتهام يكون كما يلي:
     حزب الله هو مَن حقق أهم انتصارين عسكريين على إسرائيل في العامين 2000 و2006، ومَن حرّر أرضاً عربية بالكامل من دون أية تنازلات، ومَن حطَّم أسطورة الجيش الإسرائيلي كجيش لا يُقهَر في هذه المنطقة، ومَن عزَّز نهج المقاومة أكثر من أي طرف عربي آخر، ومَن ابتدع أساليب قتالية غير مسبوقة في الحرب الدفاعية أُثبِتت جدواها عالمياً... بالتالي، أصبح هذا الحزب هو المستهدَف الأول من قبل الجيش الإسرائيلي بدليل الاختباء المتواصل لقائد هذا الحزب السيد حسن نصر الله منذ العام 2006.
     بالنظر إلى كل هذا، يصبح من البديهي أن يحافظ حزب الله على جهوزيته التامة تحسباً لأية أعمال انتقامية إسرائيلية تبتدئ من الاغتيالات لقادته ووصولاً إلى الاجتياح والاحتلال لأراضٍ لبنانية.
     هذه الجهوزية هي ليست بالأمر اليسير، إذ يوجد فرق كبير بين عديد حزب الله وعديد الجيش الإسرائيلي وبين العتاد عند الطرفين وبين التكنولوجيا العسكرية عند كل منهما؛ كما يوجد فرق كبير بين قدرة الإسرائيليين على التسلل والوصول إلى أية منطقة في لبنان عبر البر أو البحر أو الجو وبين قدرة حزب الله على التسلل والوصول إلى الداخل الإسرائيلي... وغني عن القول إن المواجهة العسكرية مع إسرائيل تعني المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة وكل المجتمع الدولي الذي هو تحت مظلتها، كون إسرائيل هي من الناحية الإستراتيجية بمثابة الجزء أو الولاية من هذه الدولة. 
     وبالنظر إلى كل هذه الفروقات يصبح حزب الله بحاجة إلى كل مقاتل أو حتى إلى كل عنصر ليس عنده إعداد عسكري لكي يحافظ على هذه الجهوزية؛ إذاً، كيف يكون بمقدوره أن يستغني عن أكثر من خمسة آلاف من قوات النخبة ليقاتلوا إلى جانب الجيش السوري ؟ وما هو الأهم عنده المحافظة على النظام السوري أم المحافظة على جهوزيته في مواجهة إسرائيل، والمحافظة على حياة الرئيس بشار الأسد أم المحافظة على حياة السيد حسن نصر الله ؟
     ربما هناك مشاركة عسكرية محدودة لحزب الله في الأحداث السورية، كمثل تقديم المساعدة لقرى لبنانية موالية له داخل الأراضي السورية وحماية مقام السيدة زينب والمساعدة في حماية معاهد علمية ومصانع للصواريخ في الداخل السوري، كما يذهب الصحافي إبراهيم الأمين... لكن أن يُقال عن وجود أكثر من خمسة آلاف مقاتل من قوات النخبة يقاتلون في الداخل السوري، فهذا يَحتمل أحد التفسيرين:
- الأول، أن حزب الله أصبح لديه أفضل المقاتلين في العالم وأفضل الخبراء العسكريين في العالم وأفضل القادة العسكريين في العالم، ليستطيع أن يستغني عن آلاف المقاتلين وفي نفس الوقت يحافظ على جهوزيته في المواجهة مع إسرائيل. 
- الثاني، إن مَن يروجون هذه الأخبار عن حزب الله ويضعونه في نفس الدرجة مع إيران وروسيا كأطراف أساسية داعمة للنظام السوري، هم ليسوا سوى أدوات للسياسة الأمريكية وغايتهم أن يكون هدفهم التالي بعد إسقاط نظام الأسد هو إسقاط حزب الله وجعل لبنان وسوريا تحت المظلة الأمريكية...  

الحلقة الأولى كانت حول اغتيال الرئيس الحريري:
الحلقة الثانية كانت حول باقي الاغتيالات والتفجيرات التي حصلت في لبنان وتم ربطها باغتيال الحريري وصولاً إلى المحاولة الفاشلة لاغتيال النائب بطرس حرب في العام الماضي:
الحلقة الثالثة كانت حول عدم مصداقية المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري:
الحلقة الرابعة كانت حول تنظيم فتح الإسلام:
الحلقة الخامسة كانت حول المسؤولية الأساسية عما يجري حالياً في سوريا من أحداث أمنية:
الحلقة السادسة كانت حول المسؤولية الأساسية عما يجري في سوريا من جرائم بحق المدنيين واستخدام للسلاح الكيميائي:
الحلقة السابعة كانت حول مسألة الوزير السابق ميشال سماحة:
الحلقة التاسعة هي حول ادعاءات المعارضة السورية بجلب الحرية والديمقراطية إلى الشعب السوري:
الحلقة العاشرة هي حول الأسباب الموجبة لتقديم الدعم للنظام السوري:


عامر سمعان ، باحث وكاتب
5/ 4/ 2013. 

ملاحظة: لما كان السيد حسن نصر الله قد أعلن في ذكرى المقاومة والتحرير في 25/ 3/ 2013 المشاركة الواسعة لحزب الله في المعارك في الداخل السوري، انظر المقالة التالية التي هي مكملة لما هو وارد أعلاه:
"حزب الله في الداخل السوري، الطريق المسدود":

عامر سمعان 30/ 5/ 2013تم آخر تنقيح لهذه المقالة في 5/ 10/ 2013.