سنتطرق هنا ومن ضمن عدة حلقات إلى الخطوط العريضة لخطة عمل
إعلامي داعمة للنظام السوري وحزب الله وحلفائهما في الداخل اللبناني، في ظل الهجمة
الإعلامية الكبيرة التي يتعرضون لها؛ وحيث سيكون بإمكان أي شخص أن يشارك في هذه
الخطة من خلال ما هو متوفر لديه من وسائل إعلام.
الحلقة الثامنة هي
حول الادعاءات بمشاركة حزب الله في المعارك في الداخل السوري.
دأبت المعارضة
السورية مع حلفائها في الخارج منذ بداية الأحداث في سوريا على اتهام حزب الله
بإرسال مقاتلين إلى الداخل السوري ليقاتلوا إلى جانب قوات النظام. وقد كانوا
يتحدثون في البداية عن وجود قناصة من حزب الله يطلقون النار على المتظاهرين أما
الآن فهم يتحدثون عن وجود آلاف المقاتلين ( على الأقل خمسة آلاف مقاتل ) من قوات
النخبة من هذا الحزب يشاركون مع النظام في مختلف المعارك عدا عن تقديم مختلف أشكال
الدعم له؛ حتى أصبحوا يضعون هذا الحزب في نفس الدرجة مع إيران وروسيا بصفتهم
الأطراف الرئيسية الداعمة لهذا النظام.
الرد على هذا
الاتهام يكون كما يلي:
حزب الله هو مَن
حقق أهم انتصارين عسكريين على إسرائيل في العامين 2000 و2006، ومَن حرّر أرضاً
عربية بالكامل من دون أية تنازلات، ومَن حطَّم أسطورة الجيش الإسرائيلي كجيش لا
يُقهَر في هذه المنطقة، ومَن عزَّز نهج المقاومة أكثر من أي طرف عربي آخر، ومَن ابتدع
أساليب قتالية غير مسبوقة في الحرب الدفاعية أُثبِتت جدواها عالمياً... بالتالي،
أصبح هذا الحزب هو المستهدَف الأول من قبل الجيش الإسرائيلي بدليل الاختباء
المتواصل لقائد هذا الحزب السيد حسن نصر الله منذ العام 2006.
بالنظر إلى كل هذا،
يصبح من البديهي أن يحافظ حزب الله على جهوزيته التامة تحسباً لأية أعمال انتقامية
إسرائيلية تبتدئ من الاغتيالات لقادته ووصولاً إلى الاجتياح والاحتلال لأراضٍ
لبنانية.
هذه الجهوزية هي
ليست بالأمر اليسير، إذ يوجد فرق كبير بين عديد حزب الله وعديد الجيش الإسرائيلي
وبين العتاد عند الطرفين وبين التكنولوجيا العسكرية عند كل منهما؛ كما يوجد فرق
كبير بين قدرة الإسرائيليين على التسلل والوصول إلى أية منطقة في لبنان عبر البر
أو البحر أو الجو وبين قدرة حزب الله على التسلل والوصول إلى الداخل الإسرائيلي...
وغني عن القول إن المواجهة العسكرية مع إسرائيل تعني المواجهة العسكرية مع
الولايات المتحدة وكل المجتمع الدولي الذي هو تحت مظلتها، كون إسرائيل هي من
الناحية الإستراتيجية بمثابة الجزء أو الولاية من هذه الدولة.
وبالنظر إلى كل هذه
الفروقات يصبح حزب الله بحاجة إلى كل مقاتل أو حتى إلى كل عنصر ليس عنده إعداد عسكري
لكي يحافظ على هذه الجهوزية؛ إذاً، كيف يكون بمقدوره أن يستغني عن أكثر من خمسة آلاف
من قوات النخبة ليقاتلوا إلى جانب الجيش السوري ؟ وما هو الأهم عنده المحافظة على
النظام السوري أم المحافظة على جهوزيته في مواجهة إسرائيل، والمحافظة على حياة الرئيس
بشار الأسد أم المحافظة على حياة السيد حسن نصر الله ؟
ربما هناك مشاركة
عسكرية محدودة لحزب الله في الأحداث السورية، كمثل تقديم المساعدة لقرى لبنانية
موالية له داخل الأراضي السورية وحماية مقام السيدة زينب والمساعدة في حماية معاهد
علمية ومصانع للصواريخ في الداخل السوري، كما يذهب الصحافي إبراهيم الأمين... لكن
أن يُقال عن وجود أكثر من خمسة آلاف مقاتل من قوات النخبة يقاتلون في الداخل
السوري، فهذا يَحتمل أحد التفسيرين:
- الأول، أن حزب الله أصبح لديه أفضل المقاتلين في العالم وأفضل
الخبراء العسكريين في العالم وأفضل القادة العسكريين في العالم، ليستطيع أن يستغني
عن آلاف المقاتلين وفي نفس الوقت يحافظ على جهوزيته في المواجهة مع إسرائيل.
- الثاني، إن مَن يروجون هذه الأخبار عن حزب الله ويضعونه في
نفس الدرجة مع إيران وروسيا كأطراف أساسية داعمة للنظام السوري، هم ليسوا سوى
أدوات للسياسة الأمريكية وغايتهم أن يكون هدفهم التالي بعد إسقاط نظام الأسد هو
إسقاط حزب الله وجعل لبنان وسوريا تحت المظلة الأمريكية...
الحلقة الأولى كانت حول اغتيال الرئيس
الحريري:
الحلقة الثانية كانت حول باقي الاغتيالات والتفجيرات التي حصلت
في لبنان وتم ربطها باغتيال الحريري وصولاً إلى المحاولة الفاشلة لاغتيال النائب
بطرس حرب في العام الماضي:
الحلقة الثالثة كانت حول عدم مصداقية المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري:
الحلقة الرابعة كانت حول تنظيم فتح الإسلام:
الحلقة الخامسة كانت حول المسؤولية الأساسية عما يجري حالياً في
سوريا من أحداث أمنية:
الحلقة السادسة كانت حول المسؤولية الأساسية عما يجري في سوريا
من جرائم بحق المدنيين واستخدام للسلاح الكيميائي:
الحلقة السابعة كانت حول مسألة الوزير السابق
ميشال سماحة:
الحلقة التاسعة هي حول ادعاءات المعارضة السورية بجلب الحرية
والديمقراطية إلى الشعب السوري:
الحلقة العاشرة هي حول الأسباب الموجبة لتقديم الدعم للنظام
السوري:
عامر سمعان ، باحث وكاتب
5/ 4/ 2013.
ملاحظة: لما كان السيد حسن نصر الله قد أعلن في ذكرى المقاومة
والتحرير في 25/ 3/ 2013 المشاركة الواسعة لحزب الله في المعارك في الداخل السوري،
انظر المقالة التالية التي هي مكملة لما هو وارد أعلاه:
"حزب الله في
الداخل السوري، الطريق المسدود":
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق