سنتطرق هنا ومن ضمن عدة حلقات إلى الخطوط العريضة لخطة عمل إعلامي داعمة للنظام السوري وحزب الله وحلفائهما في الداخل اللبناني، في ظل الهجمة الإعلامية الكبيرة التي يتعرضون لها؛ وحيث سيكون بإمكان أي شخص أن يشارك في هذه الخطة من خلال ما هو متوفر لديه من وسائل إعلام.
الحلقة الأولى هي
حول اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
يشكِّل هذا
الاغتيال، عند الأمريكيين والمتأمركين، الحجة الأساسية والأقوى لمهاجمة هذا
الفريق، عبر توجيههم الاتهام ( سياسياً ) إليه بالقيام به. حتى أن الشيخ أحمد
الأسير أصبح يتحدث في "الطلعة والنزلة" عن هذا الاغتيال كأهم دليل
للإشارة إلى هيمنة حزب الله واستضعاف الطائفة السنية في لبنان.
الرد على هذه
الهجمة لا يكون بالسكوت عنها، ولا بتوجيه الاتهام بالاغتيال إلى تنظيمات أصولية
متطرفة أو إلى إسرائيل، بل بتوجيهه إلى مصدر العلة، أي الولايات المتحدة، من منطلق
أن المستفيد الأول من الاغتيال يكون المتهَم الأول؛ وفي نفس الوقت عبر إظهار
الفريق المتأمرك في لبنان، بدءًا من رفيق الحريري إلى باقي 14 آذار، على أنهم قد
قاموا، وبسذاجة، بتسليم رقابهم إلى الولايات المتحدة غير واعِين أنها ستستعملها
وقوداً لمدافعها.
أي إنه عند توجيه
الاتهام إلى حزب الله والنظام السوري باغتيال الحريري يمكن الرد بالطريقة التالية:
- في الجريمة السياسية من السذاجة أن يتم توجيه الاتهام وفق
قاعدة أن مَن كان عدواً للقتيل يكون المتهَم؛ فأي محقق أو قاضٍ يوجِّه الاتهام
بهذا الشكل لا يصلح أصلاً لأن يكون محققاً أو قاضياً... بل الصحيح والمنطقي أن يتم
توجيه الاتهام وفق قاعدة أن المستفيد الأول من الجريمة يكون المتهَم الأول، حتى
ولو كان صديقاً أو حليفاً للقتيل.
- الولايات المتحدة ومن ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة كانت
تدَّعي العمل على جلب الحرية والديمقراطية إليها، وقد ركَّزت جهدها على الوضع
اللبناني بعد سقوط بغداد، مدَّعية وجود نظام قمعي أمني لبناني - سوري مشترك وبأنها
تعمل على جلب الحرية والديمقراطية إلى الشعب اللبناني؛ كما كان الحال في قرار مجلس
الأمن رقم 1559 وفي القانون الأمريكي "محاسبة سوريا واستعادة سيادة
لبنان". في ذلك الوقت، أخذ قسم كبير من السنة بزعامة الرئيس رفيق الحريري ومن
الدروز بزعامة النائب وليد جنبلاط بالتقرب مما كان يُعرف بالمعارضة المسيحية،
وكانوا يتحدثون عن وجود النظام القمعي تحت الوصاية السورية ويدّعون العمل على جلب
الحرية والديمقراطية إلى لبنان ويسعون للتحالف مع الأمريكيين في هذا الصدد. وكانوا
يأملون أن الولايات المتحدة ستكون ممتنة لهم وستعاملهم كأصدقاء وحلفاء وستوصلهم
إلى السلطة.
- لكن ما غاب عن أذهانهم أن أفضل طريقة لإثبات الادعاءات
الأمريكية بوجود النظام الأمني القمعي هي باغتيال شخصيات مهمة من المعارضة، وأن
الولايات المتحدة لن تتردد في اعتماد هذه الطريقة أي في استخدامهم وقوداً
لمدافعها.
- فتكون هذه الدولة قد استفادت من اغتيال الحريري في المحافظة
على صورتها كجالبة للحرية والديمقراطية إلى المنطقة، أي في التغطية على فشلها في
العراق في هذا الصدد بعد أن أصبح مرتعاً للتنظيمات الإرهابية، وفي التمهيد للهيمنة
على لبنان، وفي إضعاف سوريا ومحاصرتها، وفي تشويه صورة حزب الله وتحويله إلى ما
يشبه التنظيم الإرهابي، وفي زرع الخلاف بين السنة والشيعة الذي لم يكن مستعراً منذ
مئات السنين كما أصبح بعد اغتيال الحريري.
- أما من جهة النظام السوري وحزب الله وحلفائهما فلم يكونوا
مستفيدين من اغتيال الحريري لأنه كان سيصبح بمثابة الدليل الذي تحتاجه السياسة
الأمريكية لإثبات اتهاماتها لهم بالقمع ورعاية الإرهاب؛ ولأنهم رأوا كيف أنه بعد
المحاولة الفاشلة لاغتيال القيادي في المعارضة النائب مروان حمادة والتي حصلت قبل
أشهر من اغتيال الحريري، قد تم توجيه الاتهام ( سياسياً ) إليهم بالقيام بها وكيف
أدت إلى تقوية المعارضة وزيادة الدعم الخارجي لها.
..........
للتوسع في مسألة
اغتيال الحريري انظر كتابي "حول الأزمة اللبنانية ونهاية الزعامة
العالمية للولايات المتحدة"؛ أو المقالة "الإستراتيجيا المقترَحة
لإنهاء الزعامة العالمية للولايات المتحدة":
الحلقة الثانية هي حول باقي الاغتيالات والتفجيرات التي حصلت في
لبنان وتم ربطها باغتيال الحريري وصولاً إلى المحاولة الفاشلة لاغتيال النائب بطرس
حرب في العام الماضي:
الحلقة الثالثة هي حول عدم مصداقية المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري:
الحلقة الرابعة هي عن تنظيم فتح الإسلام:
الحلقة الخامسة هي حول المسؤولية الأساسية عما يجري حالياً في
سوريا من أحداث أمنية:
الحلقة السادسة هي حول المسؤولية الأساسية عما يجري في سوريا من
جرائم بحق المدنيين واستخدام للسلاح الكيميائي:
الحلقة السابعة هي حول مسألة الوزير السابق
ميشال سماحة:
الحلقة الثامنة هي حول
الادعاءات بمشاركة حزب الله في المعارك في الداخل السوري:
الحلقة التاسعة هي حول ادعاءات المعارضة السورية بجلب الحرية
والديمقراطية إلى الشعب السوري:
الحلقة العاشرة هي حول الأسباب الموجبة لتقديم الدعم للنظام
السوري:
عامر سمعان ، باحث وكاتب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق