١ - أصبح من الواضح أن الأحداث الجارية في سوريا هي ليست حرباً أهلية أو طائفية أو معارك بين أصوليين متطرفين وأجهزة النظام... بل هي أولاً وأساساً حرباً عالمية بين الموالين للسياسة الأمريكية والرافضين لها.
المعارَضة السورية
لا تخرج بدورها عن هذا الإطار؛ فباستثناء قلة منها ملتزمة بموقع المعارضة للسياسة
الأمريكية ورافضة للعمل العسكري في مواجهة النظام ولأي تدخل خارجي، فإن معظم هذه
المعارضة تهدف إلى تغيير جذري في السياسة الخارجية لسوريا وإلى جعل هذا البلد تحت
المظلة الأمريكية، وقد صدرت عنها تصريحات واضحة في هذا المضمار، كما أنها تطلب
وتتوسل المساعدة العسكرية الخارجية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.
وبالرغم من أن بعض
الأطراف الأصولية المتطرفة في هذه المعارضة تصدر عنها تصريحات تعبِّر عن معاداة
الولايات المتحدة، إلا أنها في الواقع ما هي إلا من ضمن التيار العالمي المتأمرك، ومن
ضمن المدّ الإسلامي الأصولي المتأمرك في العالم العربي؛ ولو كانت غير ذلك لما كانت
أصلاً قد قاتلت أكثر نظام عربي معارضةً للولايات المتحدة.
٢ – العلاقة بين هذه المعارضة
السورية وحلفائها في العالم العربي، من قواعد شعبية وأنظمة حكم، وفي خارجه، وبين
الولايات المتحدة، هي كمثل العلاقة بين ذنب الأفعى ورأسها. أي إن هؤلاء يستمدون
قوتهم من الدعم الإعلامي والسياسي والاقتصادي والعسكري من قبل هذه الدولة؛ تماماً
كما أن العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة هي كمثل ذنب الأفعى ورأسها.
٣ – ولما كان توجيه الضربات إلى ذنب الأفعى وترك رأسها طليقاً هو إستراتيجيا خاطئة جداً، تصبح محاربةُ النظام السوري للمعارضة المسلحة هي إستراتيجيا خاطئة جداً كونها تحيِّد الولايات المتحدة عن هذا الصراع. ولن يستطيع هذا النظامُ، وجميعُ مَن هم إلى جانبه كمثل إيران وروسيا والصين وحزب الله وغيره من الحركات السياسية والفئات الشعبية، الانتصارَ في هذا الصراع طالما هم يحيِّدون هذه الدولة عنه.
٣ – ولما كان توجيه الضربات إلى ذنب الأفعى وترك رأسها طليقاً هو إستراتيجيا خاطئة جداً، تصبح محاربةُ النظام السوري للمعارضة المسلحة هي إستراتيجيا خاطئة جداً كونها تحيِّد الولايات المتحدة عن هذا الصراع. ولن يستطيع هذا النظامُ، وجميعُ مَن هم إلى جانبه كمثل إيران وروسيا والصين وحزب الله وغيره من الحركات السياسية والفئات الشعبية، الانتصارَ في هذا الصراع طالما هم يحيِّدون هذه الدولة عنه.
السبيل
الوحيد لتحقيق الانتصار، والذي من شأنه أن يغيِّر المشهدَ ليس فقط في سوريا
والعالم العربي بل أيضاً في العالم بأسره، هو في اعتماد إستراتيجيا توجِّه الضربات
بشكل مباشر إلى رأس الأفعى بشكل يؤدي في المستقبل المنظور إلى إنهاء زعامتها
العالمية وإلحاق هزيمة كبرى بها.
من ضمن ما كنا قد
قمنا به هو وضع هكذا إستراتيجيا التي تعتمد بشكل أساسي للوصول إلى هذا الهدف على
تحركات الفئات السياسية والشعبية في العالم العربي وخارجه؛ وقد تم وضعها استناداً
على دراسات علمية معمَّقة...
حول الملخَّص
لهذه الإستراتيجيا انظر المقالة "نحو الانتصار في سوريا وهزيمة أمريكا":
عامر سمعان ، باحث وكاتب
8/ 3/ 2013. تم آخر
تنقيح لهذه المقالة في 3/ 1/ 2014.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق