ما يتضمنه كتابي "حول الأزمة اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة" دراسات معمقة وغير مسبوقة في السياسة والإستراتيجيا والتنمية والسوسيولوجيا؛ من بينها: أربع نظريات جديدة في الأنتروبولوجيا المجتمعية، وخطة لحلّ الأزمة في لبنان، وإستراتيجيا تعتمد وسائل المحاربة الإعلامية والسياسية والاقتصادية لهزيمة الولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية، والتي سيكون من نتائجها الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي والتطور في العالم العربي ومعظم دول الجنوب.

الاثنين، 6 مايو 2013

النظام السوري والخيار الوحيد أمامه للنصر ( 2 \ 3 )


الحلقة الثانية: المواجهة مع المعارضة السورية بصفتها أداة للولايات المتحدة
     ذكرنا في الحلقة الأولى أن الأمور في سوريا ذاهبة إما إلى سقوط النظام وإما إلى مسلسل لا نهائي من المعارك والمذابح والتهجير والتدمير... وأنه بالرغم من ذلك فبالإمكان وضع إستراتيجيا تمكِّن النظامَ السوري من حسم الأمور لصالحه وبسط سيادة الدولة خلال فترة قصيرة، كمثل أسابيع، وتكون في نفس الوقت بداية النهاية للزعامة العالمية للولايات المتحدة، من عزلة سياسية وانهيار اقتصادي وغيره... هذه الإستراتيجيا تقوم على خطوتين متزامنتين: الأولى، هي اعتبار أن ما يجري هو حرب بين النظام والولايات المتحدة بذاتها التي المعارضة ما هي إلا إحدى أدواتها، وأن يتم الإعلان عن خطة عامة واضحة للمواجهة مع هذه الدولة؛ والثانية هي في اعتماد خطاب تكفيري يكون في مواجهة الخطاب التكفيري للمعارضة، فكما أن هذه الأخيرة تَعتبر أن محاربة النظام السوري هي الطريق المؤدية إلى الجنة، يكون الخطاب المضاد هو أن محاربة الولايات المتحدة، الشيطان الأكبر، هي من الطرق المؤدية إلى الجنة، وأن مَن يتحالف معها كمثل حال المعارضة السورية فطريقه لا يمكن أن تكون إلا إلى جهنم...
     سنتطرق في هذه الحلقة إلى الخطة العامة للمواجهة مع الولايات المتحدة.
     تقوم هذه الخطة العامة، أي الإستراتيجيا، ليس على تحرك النظام السوري أو باقي الأنظمة الداعمة له، بل على تحرك أي شخص أو أي تنظيم سياسي مؤيد لهذا النظام، داخل سوريا أو في أي مكان من العالم. فيكون المطلوب منه: أولاً القيام بنشاط إعلامي لنشر الورقة التي سنوردها أدناه وأن يدافع عن محتواها بكافة الوسائل الإعلامية المتوفرة لديه، وثانياً، مطالبة نظام الحكم في بلده، بالوسائل الديمقراطية، لإقرار المطالب الواردة في المرحلة الأولى فيها.
     هذه الورقة هي التالية:

المقدمة: مَن كان راغباً في انتصار النظام السوري في الحرب العالمية التي تجري على أرضه، وأن يتم في نفس الوقت إلحاق هزيمة كبرى بالولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية، فليقم بنشر هذه الورقة والدفاع عن محتواها ومطالبة حكومة بلاده بإقرار المطالب الواردة في المرحلة الأولى فيها. 
   
مساهمة أيِّ فرد في إنهاء الزعامة العالمية للولايات المتحدة

1 - إن كل شخص مقتنِع بأن الزعامة العالمية للولايات المتحدة لن تجلب إلى العالم إلا الحروب والمآسي وجمود الأوضاع الاقتصادية والفقر، وبأن إنهاء هذه الزعامة وإلحاق هزيمة كبرى بها سيحسِّن إلى حد بعيد من أوضاع العالم بأسره، فلا يمكنه الاعتماد بهذا على أنظمة الحكم الحالية أو المؤسسات الدولية، بل إن الطريقة الوحيدة الممكنة هي في تحركات شعبية في مختلف البلدان تطالب أنظمة الحكم وتضغط عليها بالوسائل الديمقراطية، والتي منها التظاهرات والإضرابات، لاتخاذ قرارات مناهضة للولايات المتحدة، من خلال عدة مراحل.
2 - المرحلة الأولى تتعلق بلبنان وسوريا وليبيا والولايات المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، فيكون هناك مطالبات لمختلف أنظمة الحكم لتوافق على ما يلي:                 
أ - حول لبنان، عدم التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي أُنشئت لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ورَفض كل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة؛ من منطلق أن الولايات المتحدة هي المستفيد الأول من هذه الجريمة وأن إدارة الرئيس جورج بوش هي المتهَم الأول بها، وأنه ليس هناك أية مصداقية لهذه المحكمة، وأنها أداة لخدمة المصالح الأمريكية في المنطقة خاصة في لبنان وسوريا. كذلك، تقديم كل دعم ممكن إلى لبنان في مواجهة أية ضغوطات تتعلق بهذه المسألة. 
ب - حول سوريا، رَفض أية ضغوطات تمارَس على نظام الرئيس بشار الأسد تتعلق بمسألة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، كذلك رَفض أية ضغوطات عليه تكون تحت حجة حماية التحركات الشعبية المعارِضة في الداخل السوري من قمع أجهزة النظام، ورفض أية مساعدات عسكرية أو اقتصادية تقدَّم إلى الجناح العسكري للمعارَضة؛ من منطلق أن هذه الضغوطات هي من ضمن مسلسل مستمر على سوريا منذ احتلال العراق في العام 2003 تهدف إلى جعلها في المحور الأمريكي، وأن المسؤولية الأساسية للتوترات الأمنية في سوريا تعود إلى المعارَضة وحلفائها الخارجيين من أمريكيين ومَن معهم، وأن هؤلاء هم المتهَمون قبل غيرهم بما جرى من جرائم بحق المدنيين السوريين. كذلك، تقديم كل دعم ممكن إلى هذا النظام في مواجهة هذه الضغوطات، وفي مواجهة أعمال العنف الجارية في الداخل. 
ج - حول ليبيا، اعتبار أن التدخل العسكري الغربي الذي تم فيها تحت حجة الحظر الجوي وحماية المدنيين هو اعتداء عليها، يهدف إلى الهيمنة عليها وسرقة خيراتها وجعل التحركات الشعبية المعارِضة التي تحصل في العالم العربي تحت مظلة الولايات المتحدة وزيادة نفوذها فيه؛ ومطالبة الدول التي اشتركت في هذا التدخل العسكري والتي قدَّمت الدعم المادي والسياسي له بدفع التعويضات لليبيين. وأيضاً إيجاد ضمانات سياسية وأمنية للقاعدة الشعبية الموالية للقذافي، وعدم إجراء أية محاكمة لأيِّ مسؤول في نظام القذافي في الداخل إلا في ظل هذه الضمانات، وعدم تقديم أيِّ منهم إلى المحكمة الجنائية الدولية. 
د - حول الولايات المتحدة، تخفيض التمثيل الدبلوماسي فيها، ووقف أيِّ تعاون عسكري معها، أي وقف أيِّ تدريب للعسكريين فيها وشراء الأسلحة منها والمناورات المشترَكة معها والانسحاب من أية أحلاف عسكرية معها وإزالة أية قواعد عسكرية لها في البلد المعني.
هـ - حول المحكمة الجنائية الدولية، رَفض أيِّ تعاون مع هذه المحكمة في أية قضية داخل العالم العربي أو خارجه والانسحاب من عضويتها، من منطلق عدم مصداقيتها وأنها أصبحت إحدى مؤسسات العدالة الدولية الموضوعة في خدمة السياسة الأمريكية.
3 - بعد أن تكون المطالبات حول المرحلة الأولى قد أدَّت إلى النتائج المرجوة، سيكون هناك مطالبات أخرى قد تتضمن المقاطعة السياسية أو الاقتصادية للولايات المتحدة، أو أية معارك سياسية أو اقتصادية أخرى حسب المستجدات، وصولاً إلى المطالبات لإلزامها بالاعتراف بكل جرائمها بحق الشعوب الأخرى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
4 - في المراحل المتقدمة من هذه المواجهة سيكون من الضروري المطالبة بالانسحاب من الأمم المتحدة وتأسيس منظمة دولية أخرى تُعنى بالسلام العالمي والتعاون بين الشعوب. من منطلق فشل هذه المنظمة في المحافظة على السلام العالمي بسبب حق العضوية الدائمة والنقض في مجلس الأمن المعطى للخمس الدول وخاصة بسبب هيمنة الولايات المتحدة في كثير من الأحيان على هذا المجلس.
5 - مع بداية نهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة، وانطلاقاً من كون إسرائيل هي من الناحية الإستراتيجية بمثابة الجزء منها، سيكون بالإمكان المطالبة بفرض حل عادل فيما يتعلق بالدولتين الإسرائيلية والفلسطينية يقوم على أساس أن إسرائيل كيان مغتصَب وغير شرعي. من ضمن هذا الحل، سيكون هناك ضرورة لإشراك كل من بريطانيا والولايات المتحدة بالمسؤولية المعنوية والمادية للوجود غير الشرعي لإسرائيل وللجرائم التي ارتكبتها بحق شعوب المنطقة.
     كذلك سيكون هناك ضرورة لرعاية ودعم قيام اتحاد بين الدول العربية يقوم أساساً على البرلمان العربي المشترَك، بالنظر إلى أهمية هذه الخطوة في إنهاء حقبة المشروع الصهيوني في المنطقة، وفي العملية التنموية في العالم العربي.
6 - بعد تحقيق هذه المراحل والوصول إلى إنهاء الزعامة العالمية للولايات المتحدة وإلحاق هزيمة كبرى بها، فإن معظم أنحاء العالم ستنعم بالاستقرار الأمني وبالتسريع في النمو الاقتصادي والتطور في مختلف المجالات.
7 - من الضروري القيام بنشاط إعلامي، فردي أو جماعي، في جميع البلدان لنشر هذه الورقة وشرحها والدفاع عنها في كل الوسائل الإعلامية المتاحة.
8 - في حال لم يكن بالإمكان في أيِّ بلد القيام بتحرك جماعي لمطالبة نظام الحكم والضغط عليه لإقرار ما هو وارد في هذه الورقة، بالنظر إلى سلطة قمعية يمارسها هذا النظام أو إلى قلة المقتنِعين بما هو وارد فيها، فسيكون من المفيد أن يقوم كل شخص مقتنِع بها بتحرك فردي، على الأقل، لنشرها بكل الوسائل المتاحة له، لأن هذا من شأنه أن يمهِّد تدريجياً لنمو قاعدة شعبية في ذلك البلد تكون مقتنِعة بها ومستعدة للتحرك الجماعي لإقرارها.  
     للتوسع في هذه الورقة، انظر: "الإستراتيجيا المقترحة لإنهاء الزعامة العالمية للولايات المتحدة":

     انتهت هذه الورقة، وكما هو واضح لقد أوردنا رابطاً في أدناها، لمن يود الاستزادة منها بشكل يمكنه من الدفاع عن محتواها.
     ومع التنبيه إلى أن هذه الخطة للمواجهة هي موضوعة بناءً على ما قمتُ به من دراسات معمَّقة وغير مسبوقة في علوم السياسة والإستراتيجيا والتنمية والسوسيولوجيا، والتي من ضمنها خمس نظريات جديدة في السوسيولوجيا (الأنتروبولوجيا المجتمعية) كنتُ قد توصلتُ إلى صياغتها؛ وكل ذلك قد أوردته في كتابي "حول الأزمة اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة".
     عن هذا الموضوع انظر "التقييم العلمي للكتاب بوصفه دراسة غير مسبوقة في الأنتروبولوجيا المجتمعية":
     الحلقة الثالثة والأخيرة هي تحت عنوان: "المواجهة مع المعارضة السورية بصفتها صاحبة خطاب تكفيري" سنعرض فيها الخطاب التكفيري المضاد الذي يجب اتباعه في مواجهتها: 
     الحلقة الأولى كانت تحت عنوان: "القوة الحقيقية للمعارضة السورية":
     أنظر أيضاً كتابي: "حول الأزمة اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة" الفصل الثاني عشر حول شرح موسَّع أكثر للخطة الواردة أعلاه. 
     أنظر أيضاً "الولايات المتحدة من حيث التخلف الفكري فيها":

     

عامر سمعان، باحث وكاتب
6/ 5/ 2013. 


ملاحظة: تمت كتابة هذه المقالة قبل إعلان النظام السوري عن رغبته في نزع السلاح الكيميائي في 9/ 9/ 2013؛ وهذا الأمر تطلب إضافات على الخطة الواردة أعلاه لكي تبقى على ما هي من فاعلية في إنهاء الأحداث السورية وإلحاق الهزيمة المرتجاة بالولايات المتحدة... حول هذه الإضافات انظر المقالة "الكيميائي والخطأ الإستراتيجي الكبير":
      حول الملخَّص لهذه الخطة بعد هذه الإضافات انظر المقالة "نحو الانتصار في سوريا وهزيمة أمريكا":
عامر سمعان، تم آخر تنقيح لهذه المقالة في 5/ 1/ 2014.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق