ما يتضمنه كتابي "حول الأزمة اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة" دراسات معمقة وغير مسبوقة في السياسة والإستراتيجيا والتنمية والسوسيولوجيا؛ من بينها: أربع نظريات جديدة في الأنتروبولوجيا المجتمعية، وخطة لحلّ الأزمة في لبنان، وإستراتيجيا تعتمد وسائل المحاربة الإعلامية والسياسية والاقتصادية لهزيمة الولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية، والتي سيكون من نتائجها الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي والتطور في العالم العربي ومعظم دول الجنوب.

الاثنين، 29 ديسمبر 2014

شعر غزل ( 6 )

"ريتا"

تَمُرينَ في خاطري كلما تأملتُ جمالَ الأشجار

أرزةٌ من بلادِ الشوفِ تَأسِرُ القلوبَ في انبهار

تُضِيءُ كالشمسِ على الباروك تُعانِقُ الاخضرار

أنتِ في عالمي نغماتُ الصباحِ وألحانُ طربٍ عندما تجودُ بها أسرابٌ من الكنار

                   .....................................

ابتسَمَت ريتا قائلةً أوصف ليَ عينيَّ وهاتَ ما عندكَ وأطرِبني

فوجدتُها فرصةً لأطيلَ التحديقَ فيهما وأأسُرَها ولا تُبعِدَني

لأرضيَ طفلاً نما داخلي ما انفكَّ يَشتهي جمالَهما ويُحرِجُني

حتى أنه ليشاغِبَ ليحظى بالتفاتةٍ ونظرةِ عتابٍ منها تُخجِلُني

                   .....................................

قالت ريتا انتبه لنفسِك يا صَغيري وتَروَّى

فمَن يُعجَبون بي أكونُ عليهم ملِكةً وقُدوة

لا شكَّ أنكَ منهم لتَحلُمَ كلَّ يومٍ بالقُبلة

لتتأملَني مطوَّلاً وتُصبِحَ كلُّ لحظاتِكَ حُلوة

عرشُ الملِكةِ يَتَّسِعُ لكَ لو عَرِفتَ كيف تُألِّقُه بهمسَةٍ منكَ ولمسَة

                   .....................................
عامر سمعان

الجمعة، 12 ديسمبر 2014

خطأ المقايضة لتحرير أسرى الجيش


     بعد أن أسَرَت النصرةُ وداعش مجموعةً من عناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي أثناء معارك عرسال في آب الماضي واشتراطهما للإفراج أن تتم المقايضة مع سجناء إسلاميين محتجزين في لبنان وآخرين من المعارضة السورية محتجزين لدى النظام السوري... زادَت المطالباتُ لتنفيذ هذا الأمر من قبل أهالي الأسرى وعدد من السياسيين في لبنان وغيرهم. وحجة كل هؤلاء هي أنه في كل دول العالم تتم مقايضات من هذا النوع، وحتى أقوى الدول في العالم قد تعتمد المقايضة لتحرير أسراها.
     في الواقع هذه الحجة هي في غير مكانها، فالمقايضات من هذا النوع تصح في حال كانت لن تؤدي إلى إخلال في الأمن القومي في البلاد. أما إذا كانت ستؤدي إلى هذا الأمر، أي إلى تدهور الوضع الأمني (أو الزيادة في تدهوره)، فيكون الصحيح هو البحث عن خيارات أخرى.
     يوجد في لبنان: ضعف في هيبة الدولة نتيجة الانقسام السياسي، وقلة تجهيز للجيش بالرغم من تدريبه الجيد، وحاضنة شعبية مهمة للنصرة وداعش لدى قسم من اللبنانيين وقسم من النازحين السوريين والفلسطينيين، وخلايا نائمة من ضمن كل هؤلاء. هذان التنظيمان، مصلحتهما هي في إشعال لبنان في فتنة طائفية للضغط على النظام السوري وحزب الله؛ وهذه هي أيضاً مصلحة الكثير من الدول الداعمة للمعارضة السورية المسلحة...
     بالتالي، أن يتم الإفراج عن محتجزين إسلاميين كانوا قد اعتدوا على الجيش اللبناني أو حاولوا إقامة إمارات إسلامية في إطار صفقة الإفراج المقترَحة، فهذا من شأنه أن يؤدي إلى الزيادة: في التدهور في هيبة الدولة، وفي تشجيع تلك الحاضنة الشعبية للنصرة وداعش وما فيها من خلايا نائمة على التمرد على سلطة الدولة والاعتداءات على الجيش ومحاولة إقامة إمارات إسلامية، وفي تشجيع هذين التنظيمَين والكثير من الدول الداعمة للمعارضة السورية المسلحة للسَير في هذا النهج.
     بل أكثر من ذلك، فإن هذا الإفراج سيؤدي إلى الزيادة في حجم هذه الحاضنة الشعبية. لأن أي نصر ميداني تحققه داعش، في لبنان أو سوريا أو العراق أو في أي مكان آخر، سيفسَّر على أنه "نصر إلهي" عند مَن عندهم الاستعداد لذلك. كمثل ما كان قد حصل بعد قيام دولة داعش.
     وكل هذا يعني دخول لبنان في المجهول والاحتمال الكبير لتدهور الوضع الأمني. فهل يصح إدخال لبنان في فوضى أمنية طويلة واحتمال وقوع مئات القتلى أو أكثر، مقابل أن يتم الإفراج عن الخمسة والعشرين عسكرياً الذين لا يزالون مخطوفين ؟
     بالطبع، حياة كل جندي أو دركي من هؤلاء هي غالية جداً. لكن يجب البحث عن خيارات أخرى غير خيار المقايضة غير المشروطة؛ كمثل اعتماد العمل العسكري لتحريرهم، أو اعتماد الخيار الذي اتَّبعه حزب الله لتحرير عماد عياد الذي كان معتقلاً لدى الجيش الحر في القلمون. ومع إيجاد صيغة قانونية ما تتيح للجيش أو لجهة رسمية ما إعدام عدد من المحتجزين الإسلاميين مقابل أي إعدام لأي عسكري مختطَف منعاً لأي ابتزاز في هذا الإطار.   


عامر سمعان، كاتب وباحث
12/ 12/ 2014

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

تناقضات بين شيخوخة الشحرورة وجنازتها


     ظَهَرت تناقضاتٌ صارخة بين شيخوخة الفنانة صباح التي تميزت بالمرض والعوز المادي والإهمال الكبير نسبةً إلى مكانتها، وبين جنازتها التي كانت أشبه بالعرس الوطني. مما جعل الكثيرين ينتقدون بالقول إنه لو ظهر جزءٌ صغير من هذه المحبة لها أثناء شيخوختها لما كانت قد عانَت ما عانته، وبأن لبنان هو بلد العجائب والغرائب، وما شابه...
     إن الفهم الصحيح لهذه التناقضات هو من خلال ما يلي:
- أولاً، لا يوجد في لبنان ضمان تقاعد للفنانين، وصباح كانت من أبرز ضحايا غياب هذا الضمان. ومن المرجَّح، بالنظر إلى مكانتها، أن عزة نفسها كانت تدفعها إلى رفض الكثير من المساعدات المادية الشخصية المقدَّمة لها من قبل أصدقاء أو معجبين. وغني عن البيان: أن الكثير من الفنانين في لبنان كانوا ولا يزالون يطالبون بإيجاد هكذا ضمان؛ وأن إقرار قانون ضمان تقاعد للفنانين، الذين رفعوا اسم لبنان، يجب أن يكون من ضمن أولويات الإصلاح التشريعي المطلوب في هذا البلد.
- ثانياً، صباح لم تكن فقط فنانة مشهورة بل أيضاً جميلة ومثيرة. والفنانات اللواتي عندهن هذه الصفات، يَكُنَّ في صباهن محطّ أنظار واهتمام وإعجاب ويصبحن في شيخوختهن، وبعد أن يذبل جمالهن، موضع تجاهل وسخرية وشماتة. هذه هي الطبيعة البشرية، الطبيعة النفسية والسوسيولوجية، الموجودة عند جميع الناس وفي جميع المجتمعات. وبسبب هذا الواقع المرّ فإن معظم هؤلاء الفنانات، بعد أن يذبل جمالهن في شيخوختهن، يلجأن إما إلى الانتحار وإما إلى العزلة التامة والابتعاد عن الوسائل الإعلامية. وبما أن صباح لم تلجأ لا إلى الانتحار ولا إلى العزلة التامة، بل بقيت حتى أواخر سنوات حياتها تستقبل الناس ببشاشة ورحابة وتسمح بنشر صورها عبر الوسائل الإعلامية؛ فهذا يدلّ على معدن صلب وقلب كبير لديها، هذه الصفة التي يفتقدها حتى معظم الناس.
- ثالثاً، هناك عادة شعبية في مجتمعاتنا الشرقية، كانت ولا تزال موجودة منذ آلاف السنين، وتتعلق بتكريم الميت بشكل مبالغ به أثناء جنازته. من أمثالنا الشعبية: "ماتَ وماتَت مساوئُه معه" و"الجنازة حامية والميت كلب"؛ أي ما يدلّ على أنه حتى ولو كان الميتُ في حياته وضيعاً وفاشلاً وسيئاً، ففي جنازته يتم تكريمه وتعظيمه... فكيف إذا كان الميتُ في حياته من المشاهير والعظماء في بلده ؟
- رابعاً، صباح لم تكن فقط فنانة مشهورة بل أيضاً رمزاً وطنياً ساهمت في رفع اسم بلدها. فمن الطبيعي أن الكثير من الفئات الشعبية في لبنان قد شاركت في مأتمها أو اهتمت به بشكل أو بآخر، كمساهمة منها في رفع اسم لبنان من خلال تكريم هذه الفنانة في مأتمها.
     بالنظر إلى كل هذه المعطيات أصبح بالإمكان أن نفهم السبب في وجود تلك التناقضات الصارخة بين شيخوخة الشحرورة وجنازتها.


‏عامر سمعان، كاتب وباحث
10/ 12/ 2014

الفايسبوك والنرجسية


     عندها آلاف الأصدقاء على الفايس. أية ملاحظة أو مقالة تنزلها، وبغض النظر إن كانت مهمة أم سخيفة، أو مجدية أم سخيفة؛ فهناك على الأقل فوق المائة والخمسين الذين يعملون لها لايكات؛ هذا عدا عن الذين يعلقون ويبيضون الوجه معها عبر مدحها وتصويرها كأنها من كبار العباقرة والمبدعين.
     أية صورة شخصية لها تنزلها، فهناك المئات الذين يعملون لها لايكات؛ هذا عدا عن الذين يعلقون ويبيضون الوجه معها ويصورونها كأنها إحدى ملكات الجمال.
     هي تعيش في عالم افتراضي على الفايس، هي ملكة افتراضية في مملكة تضم الآلاف من الأصدقاء، الذين يمتدحونها يومياً في ذكائها وثقافتها وجمالها ويصورونها كأنها ملكة من الملكات...
     أما في حياتها العادية، فحدّث ولا حرج.... أي كغيرها ممن يتخبطون ويعانون من مشاكل الحياة اليومية في هذه البلاد.
     إلى هنا تبدو الأمور طبيعية.
     لكن ما هو غير طبيعي، أن تقوم هذه المرأة بالتذمر على الذين يراسلونها على الخاص في الفايس؛ فتتأفف وتدعي أن ليس عندها الوقت للرد على الرسائل... وأيضاً أن لا تقوم بالرد على بعض التعليقات غير المسؤولة على صفحتها والتي تتعرض لقضايا وطنية أو إنسانية، تحت حجة عدم توفر الوقت.
     كثرة أصدقائها على الفايس هم فقط لامتداحها يومياً وتصويرها كأنها ملكة من الملكات ولإرضاء نرجسيتها وغرورها........ أما إذا أخطأ أحد هؤلاء الأصدقاء عن قصد أم من غير قصد بحقها... أو إذا حاول أن ينبهها بلباقة إلى خطأ ما قد ارتكبته.... فتقوم قيامتها..... وكأنها ملكة حقيقة وتجرأ أحد من رعيتها على انتقادها ! 
     الفايس هو موقع للتواصل الاجتماعي وأيضاً منبر لنشر الأفكار في مختلف المجالات... لكنه أيضاً المكان الأكثر خطورة لنمو الاضطرابات النفسية.
     مَن كان يعاني من هموم أو مشاكل فليذهب إلى معالج نفسي أو إلى مرشد اجتماعي أو إلى أي شخص عنده إتقان لمعالجة هكذا إرشاد .... لكن ليس أن "يفش خلقه" أو أن يتحدث عن همومه على صفحته على الفايس... لأن الذين سوف يعملون له لايكات أو يعلقون سيكون هدفهم تبييض الوجه والتزلف والوصولية... وليس الإرشاد النفسي أو الاجتماعي الحقيقي والصادق.
     إضافة، كما يقول المثل "مَن يريد تذوَّق حلاوتها، عليه أيضاً أن يتذوَّق مرارتها"... يعني مَن يتذوق حلاوة وجود الآلاف من الأصدقاء على الفايس الذين يعملون له لايكات ويمتدحونه؛ عليه أيضاً أن يتذوق مرارة أن يحاول بعضُهم التراسل معه على الخاص أو وضع تعليقات غير مسؤولة على صفحته؛ أي عليه أن يقوم بالتعامل مع هذه الرسائل والتعليقات بمسؤولية وصدق وتفهم..... إذا لم يكن بإمكانه تحمل هذه "المرارة" فكل ما عليه عمله هو أن ينقِّص من هؤلاء الأصدقاء... أما أن يبقي عليهم فقط لكي يعملون له لايكات ويمتدحونه ويعظمونه بتعليقاتهم؛ فهذا ما هو إلا الاضطراب النفسي والنرجسية بكل ما للكلمة من معنى.


‏عامر سمعان، كاتب وباحث
10/ 12/ 2014

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014

شعر غزل ( 5 )


أشاهِدُكِ تَمُرين أمام منزلي في المساء
تخفين جمالَ يديكِ من بَردِ هذا الشتاء
تبتسمين لي فيشِعُّ من ثغرِكِ كلُّ ضياء
وأحياناً تتجاهلينني فأُصبِحُ كالهباء
فأرغَبُ في اختطافِكِ لأتذوقَ ما في شفتيكِ من بهاء.
........................................
قِطَتي
تَسيرُ بدلالٍ ونعومة في هذي الحديقة
يعشقُها العشبُ عندما تَطَؤه كحبيبة
تغارُ الورودُ من سِحرِ قامتِها الجميلة
عند رؤيتي تتجاهلني كمهتمةٍ بطريدة
أتلمَّسُ فراءها فتَمُوءُ بنغماتٍ لذيذة
ألاعِبُ يديها وقدميها فتبتسمُ بعبثية
أحاولُ ضمَّها فتنتفضُ وتُزمجِرُ كقوية
أُرضِيها، فتضحَكُ، وتعود للسَير في الحديقة كراقصةٍ لاهية.    
........................................
 "مريم"
مساكِ فُلٌ يا مريمُ يا مَن تجعلينَ القلوبَ بكِ معلقة
ثغرُكِ كخمرِ العيدِ ينهمِرُ من الكرومِ الجبليةِ الرائعة 
شعرُكِ كشمسِ الغروبِ حين تغفو على طرطوسَ الحالمة
أنتِ الوردةُ المشرِقةُ على البحرِ أنتِ السوسنةُ اللامعة.
........................................
عامر سمعان

الجمعة، 28 نوفمبر 2014

شعر غزل ( 4 )


شعرُكِ الأسودُ ينسدِلُ بلمعية
طيِّبُ الملمسِ كندًى في السحرية
يتطايرُ كذئبةٍ تعدو ودياناً برية
رشيقةٌ هي كجداولَ منسابة بحرية
شقيةٌ هي كقطةٍ تتلاعب بالضحية
لذيذةٌ هي كحَلوى عند مَن تصطادهم بعبثية.
........................................
سارقٌ أنا ، وما ذَنبي
مختلسٌ أنا ، تمرَّدَ قلبي
غازيٌ أنا ، وإن كان للقطبِ
سأخطفكِ ، واغتصبُ الربيعَ من خدَّيكِ والعسلَ من شفتيكِ والنورَ من ثدييكِ
لأنكِ أنتِ ........... حُبي.
........................................
سأرسمكِ في حلمٍ
من وردٍ وبيلسان
من أرزٍ وسنديان
من عبقٍ في وديان
سأرسمك في قلبٍ يَتفتحُ عند ملقاكِ كزهرِ الرمان.
........................................
عامر سمعان

شعر غزل ( 3 )

 "نور"
شجرةُ ياسمين في دمشق باسقة ندية
ينتظرها الرصيفُ ليراها عليه ماشية
تعشقها حجارةٌ تكون عليها مستلقية
تلاحقها طيورٌ تُؤخَذُ بجمالها لاهية
سأتسلقُها أشُمُّ زهوراً بيضاً عسلية وأسهَرُ في سودِ عينينِ قالتا إنهما لي باقية. 
........................................
"راحيلُ" 
نحلةٌ ترقصُ في بساتينَ شهية
تعشقُها كلُّ الزهورِ في البرية
تحلُمُ بعناقها بحبٍ وحميمية 
لتتذوقَ مما عندها من عسلية
سأفرشُ لها ورداً وياسمين لتكون معشوقةً لي وملكةً على النحلِ زهية. 
........................................
من أين جاءت بكِ الدنيا يا صغيرة
لتكوني عندي كوكبةَ الصُبحِ المنيرة
لتلعبي بين جدراني كالقطةِ العنيدة  
لتمرحي في أضلعي كهدهدٍ حميمة.
 ........................................
 عامر سمعان 

الأحد، 16 نوفمبر 2014

شعر غزل ( 2 )

"شذا"
تَجعلُني عيناها في عالمٍ من بحور
أجدِّفُ فيه منتشياً بأجملِ شعور
أسبحُ نحو شفتينِ لأتذوقَ الزهور
فأرسي عند مرمرٍ أبيضَ من الصخور
تَسبحُ الحورياتُ قربَها وتقول ليت لنا كهاتين القدمين لنجعلَ كلَّ مَن يشاهِدُنا يَطفِرُ في حبور 
........................................
"رنا"
غزالةٌ تتنقل بين السطور وتلعبُ في أحرفٍ وكلمات
ترفُسُها بسِحر قدميها لتغدو قوالبَ أشعارٍ وهمسات
أطالعها فأعشق تقبيلَ شفاهٍ نَطقَت بأجملِ مكنونات
فيأخُذُني جمالُ جَسدٍ يُغري الطيورَ لتختفي في انحناءات
ويضحَكُ لي أحدُها قائلاً حلِّق معنا لنقترب من سِحرٍ ذي نغماتٍ وقبلات
........................................
"منال"

جمالٌ هادئٌ يَحمِلُني إلى حيث تنامُ الريحُ في أعلى السماء

شَعرٌ ذهبيٌ يُحضِرُني روعةَ ضوءِ الشمسِ على الحقولِ في المساء   

بَشرةٌ عاجيةٌ ملساءُ تختطِفُني إلى رقصاتِ زَبدِ بحرٍ ذي انتشاء

جسمٌ مكتنِزٌ متناسقٌ كلُ شيءٍ فيه مدوَّرٌ ، فمَن أبدعَ هذا البناء ؟

عذوبةٌ أنوثةٌ رقةٌ كبرياءُ ، ريشةٌ طارت بجمالٍ وعنفوان نحو السَّناء

هذا ليس من الخيال ..... هذا هو حال مَن يعيش بقربها "لمنال"
........................................
عامر سمعان

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

شعر غزل ( 1 )


تَنزَّهي بين الكروم  
وامتطي هذي الغيوم    
وارقصي بين النجوم  
فالخمرُ الشَهِيُّ في شفتيكِ
والمطرُ النَدِيُّ في ثدييكِ
واللُمَّعُ المشِعُّ في قدميكِ
واجعلي عاشقاً يترنَّحُ من خَمرٍ وينتشي من مَطرٍ ويُسحَرُ من لُمَعٍ
...................................................
فراشتانِ ، بيضاويتانِ
متجاورتانِ ، متحابتانِ
ترفرفانِ ، تضحكانِ
تحلقانِ ، تشمخانِ
تتحدانِ ، تتمردانِ
تجذبانِ ، تأسرانِ
مَن يشاهدهما ، يصبح مقيماً في قصورٍ من ورودِ ، وماشياً في كرومٍ من تفاحِ
لأنهما .................. قدماكِ
.................................................
هُدهُدٌ تتنقل على أشجار الرمان
يأسرني حبُّها من روعة الألوان
أحلمُ بصيدها ومداعبتها بحنان
بتقبيلها وأكلِها في هذي الجنان
فتتصيدني هي بجمالها الفتّان ، وتحوطني بالجناحين ، وتصبح الساقان كأنهما اللبّان ،
وتهمُسُ : أنتَ لي وأنا ملِكَتُك من زمان
.................................................
عامر سمعان

الأحد، 12 أكتوبر 2014

حقوق المرأة ومباريات انتخاب ملكات الجمال


     إثر كل مباراة لانتخاب ملكة جمال، تعلو أصواتٌ، من قبل إعلاميين وكتّاب وعامة الناس وحتى في برامج تلفزيونية كوميدية، تتهِم المرشحات أنهن كن دون المستوى المطلوب في الثقافة والذكاء. هذا المشهَد يكاد يكون عاملاً مشتركاً عند المتتبعين لهذه المباراة في أي بلد في العالم. أيضاً ما هو عامل مشترك في هذه المباراة، هو أن معظمها يقيس ثقافة وذكاء المتباريات بشكل أساسي من خلال الجواب على سؤال واحد أو اثنين يوجَّه إلى كل متبارية على حدة، ومن دون أي تحضير مسبق له، أمام الحضور والمتابعين للمباراة عبر وسائل الإعلام.
     هذه الطريقة لتقييم الثقافة والذكاء عند المتباريات لا تصلح مطلقاً. فأن يتم طرح سؤال على المتبارية في موضوع لم تكن قد حضَّرته أو خطر على بالها وحيث يكون المطلوب منها تقديم الجواب خلال ثوانٍ، حتى كبار العلماء والمفكرين قد يرتبكون ولا يقدِّمون أجوبة وافية.
     صحيح أن المتبارية تُعطى أحياناً بضع دقائق لتحضير الجواب، لكن عملياً أي تأخير في الردّ من قبلها سيفسَّر بشكل سلبي ضدها؛ أي إنها واقعياً تكون مضطرة للردّ خلال ثوانٍ.
     وبالنتيجة، فكل ما تكون هذه المتبارية قد حصّلته خلال حياتها من ثقافة أو تعلّم أو خبرة، كل هذا لن يكون له أية قيمة مقابل الجواب الذي ستقدِّمه خلال ثوانٍ على السؤال الأساسي أمام الحضور والمتابعين للمباراة.
     عندما تُجرى مقابلة إعلامية مع سياسي، ومهما كان سياسياً عتيقاً أو محنكاً، عادة يقوم بتحضير مسبق للأجوبة عن كل الأسئلة التي من الممكن أن تطرَح عليه لكي يبدو عليه أنه واثق بنفسه وغير مرتبك ولديه الذكاء والمعلومات الكافية. وكذلك الأمر عندما تُجرى مقابلة إعلامية مع أي شخص آخر سواء أكان في موقع المسؤولية أم السلطة أم مشهوراً لفنه أم أدبه أم علمه أم ثروته أم لأي شيء آخر، فهو سيقوم بدوره بالتحضير المسبق للأجوبة عن كل الأسئلة المحتمَلة... باستثناء المتباريات في انتخاب ملكات الجمال اللواتي عليهن تقديم الجواب عن سؤال لا يعرفن مسبقاً في أي مجال سيكون ومن دون أي تحضير له، إن كان في الحياة العامة أم حياتهن الشخصية أم الفن أم السياسة أم الفكر أم الفلسفة أم الصحة أم غيره...
     مثلاً، في المباراة الأخيرة لانتخاب ملكة جمال لبنان، كان السؤال الأساسي الموحَّد للمتباريات النهائيات، والذي بالطبع لم تكن أيٌّ منهن تعرفه مسبقاً، هو التالي: "ملكات الجمال شاركن في تظاهرات في بلدانهن... تحت أي عنوان قد تتظاهرين في بلدك، ولأية أهداف ؟" هذا السؤال يحتمل هامشاً كبيراً من الأجوبة؛ كمثل هل المشاركة في تظاهرة في لبنان الأفضل أن تكون لمسألة بالغة الأهمية والخطورة لكنها غير قابلة للتحقيق بسبب الوضع الأمني أو السياسي أو الاقتصادي القائم ؟ أم الأفضل أن تكون لمسألة قابلة للتحقيق ؟ في حال قدَّمت المتباريةُ جواباً من ضمن الحالة الأولى، فستتهَم بأنها تعيش في عالم طوباوي أو الأحلام وغير مدركة للواقع المعاش. وإذا كان جوابها من ضمن الحالة الثانية، فستتهَم بأنها تهتم بالقضايا الثانوية على المستوى الوطني وليس بالقضايا الأساسية. بالتالي، في أيٍّ من الحالتين سيكون عليها تقديم التبرير المناسب لاختيارها الجواب... وهنا المشكلة، فحتى ولو كانت من العباقرة، فهي لن تستطيع تقديم جواباً وافياً خلال بضع ثوانٍ، أي من دون التحضير المسبَق، وستظهَر على أنها إما قليلة الثقافة وإما غبية.
     إضافة، عندما تُجرى مقابلة إعلامية مع سياسي أو فنان أو غيره من المشاهير، يكون هناك عدة أسئلة، وبالتالي، إذا ما ارتبك أو قصَّر في الجواب في سؤال ما، فبإمكانه التعويض في أجوبة أخرى. أما مع المتباريات في انتخابات ملكات الجمال فلا يطرح عليهن إلا سؤال واحد أو على الأكثر سؤالين.
     أكثر من ذلك، في حال طُرِح أي سؤال على أي شخص في مجال لم يكن قد حضَّر الأجوبة عنه وكان مطلوباً منه إعطاء الجواب خلال ثوانٍ، فكلما كان هذا الشخص واسع الاطلاع وبعيد النظر زاد الاحتمال لأن يرتبك في جوابه، لأنه يكون في حالة استعراض ذهني للجواب الأنسب بسبب غزارة المعلومات التي ستجول في ذهنه... أما في حالة المتبارية في انتخاب ملكة الجمال، فإذا ما ظهر عليها الارتباك، فإن هذا لن يفَّسر بأنها تكون في حالة استعراض ذهني للجواب الأنسب بسبب غزارة المعلومات التي ستجول في ذهنها؛ بل سيفسَّر أنها مرتبكة بسبب غبائها أو قلة معلوماتها. 
     لا يحتاج الأمر إلى كثير من الذكاء لإدراك أن هذه الطريقة المتَّبَعة عالمياً في تقييم ثقافة وذكاء المتباريات في انتخاب ملكات الجمال، أي التي تقوم على تقييم أساسي للثقافة والذكاء بناء على جواب، على سؤال أو اثنين، يتم تقديمه خلال ثوانٍ ومن دون أي تحضير مسبَق، هي خاطئة كلياً. فيبقى السؤال هو لماذا دائماً إثر كل مباراة تثار الضجة عن محدودية ثقافة وغباء المتباريات، بالرغم من أن مَن يثيرون هذه الضجة، من مثقفين وأناس عاديين، يكونون مدركين تماماً خطأ هذه الطريقة المتَّبَعة ؟ أيضاً السؤال هو لماذا يصرّ المنظمون لهذه المباريات على هذه الطريقة بذاتها ؟
     الجواب هو بسبب الثقافة الذكورية الموجودة على الصعيد العالمي والقائمة على صورة نمطية تنظر إلى المرأة على أنها أقل في القدرات العقلية من الرجل.
     هذه الثقافة نجدها في جميع المجتمعات، حتى في التي توصف بأنها متطورة. بدليل أننا لا نزال نجد، في أي مجتمع، أن أهم السياسيين والرجال الأعمال والأدباء والفنانين والعلماء والباحثين والاختصاصيين والأكاديميين والمفكرين والإعلاميين هم من الرجال؛ حتى في الأمور النسائية، فإن أهم مصممي الأزياء النسائية ومزيني الشعر النسائي والطباخين هم بدورهم من الرجال. حيث يعود هذا الوضع إلى تلك الصورة النمطية عن المرأة وما يترتب عليها من التقليل من الفرص المتاحة لها ومن الاعتماد عليها وإعطائها المسؤوليات المهمة.  
     بالعودة إلى مباريات انتخاب ملكات الجمال فالذين يثيرون الضجة عقب كل مباراة بالقول إن المتباريات كن قليلي الثقافة والذكاء، وسواء أكانوا من المثقفين أم عامة الناس أم الذكور أم الإناث، إنما غايتهم هي استغلال تلك الطريقة المتَّبَعة في المباراة في تقييم الثقافة والذكاء لترسيخ هذه الصورة النمطية عن المرأة وإبقائها في وضعها الدوني في المجتمع.
     أما عن السبب الذي يجعل منظمي المباراة يتمسكون في اعتماد هذه الطريقة، فهذا يعود إلى أحد الاحتمالين؛ الأول، هو أنهم من ضمن هذا الفريق الذي يعمل على ترسيخ هذه الصورة النمطية عن المرأة وإبقائها في وضعها الدوني؛ الثاني، أن تكون غايتهم هي جذب أكبر عدد من المتابعين للمباراة؛ كون الرأي العام، في أي مجتمع، وبسبب تلك الثقافة الذكورية، يرتاح في رؤية الفتاة الجميلة - الغبية أكثر من أن يرتاح في رؤية الفتاة الجميلة - الذكية. 
     بالتالي، إذا كان هدفنا هو العمل على تقليل من هذه الصورة النمطية عن المرأة، فإن إحدى الخطوات المهمة في هذا المجال أن يتم تغيير تلك الطريقة المتَّبَعة في تقييم ثقافة وذكاء المتباريات في انتخاب ملكات الجمال.
     أحد الاقتراحات في هذا الإطار، أنه في حالة السؤال الأساسي الموحَّد أن يتم إعلام المتباريات به في الوقت نفسه، ثم وضع كل منهن في غرفة منعزلة وإعطاؤها قلم وورقة، ومنحهن حوالي عشرين دقيقة لتحضير الجواب مع كل شروحاته. ثم عندما تقدِّم كل منهن تصورَها الخاص عن الجواب، أن يصار إلى مناقشتها فيه من مختلف جوانبه ومن خلال عدد معيّن من الأسئلة ولمدة محددة من الدقائق. ثم أن يصار إلى اختيار مَن هي الأفضل منهن.
     بهذه الطريقة، على سبيل المثال، يكون المجال مفتوحاً بشكل كبير أمام المتباريات لإظهار ما عندهن من ثقافة وتعلّم وخبرة وقدرات عقلية. بالتالي، وبالنظر إلى ما تشهده هذه المباريات من تغطية إعلامية مهمة وما تحصل عليه ملكات الجمال بدورهن من هذه التغطية، فإن هذا الأمر سيساهم بشكل فاعل في التقليل من تلك الصورة النمطية في المجتمع عن المرأة؛ أي سيساهم بشكل فاعل في تحسين أوضاعها ومواقعها ومسؤولياتها في مختلف مجالات الحياة وفي رفع أي تهميش أو غبن لاحق بها.


عامر سمعان ، كاتب وباحث
12/ 10/ 2014 

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

غلطة فيصل القاسم


         قام الإعلامي الشهير فيصل القاسم، العامل في قناة الجزيرة وصاحب الخمسة ملايين معجب على صفحته على الفايسبوك، بوضع تعليق على هذه الصفحة يسخر من الجيش اللبناني بالقول: "انجازات الجيش اللبناني منذ تأسيسه: تصوير كليب مع وائل كفوري، تصوير كليب مع نجوى كرم، تصوير كليب مع أليسا، تصوير كليب مع هيفا، حرق مخيمات السوريين بعرسال ... محمد ابو القاسم".
     من الواضح أن هذا التصرف من قبله لم يكن مجرد نشاط صحفي أو إبداء رأي سياسي، بل هو من ضمن عمله الإعلامي المأجور في خدمة السياسة الأمريكية - الخليجية - التركية، المعارضة لمحور المقاومة والهادفة إلى إسقاط سوريا وحزب الله.
     لكن ما قد غاب عن ذهن هذا الإعلامي الكبير، والذي من المفترَض أن يكون عنده اطلاع واسع على أوضاع لبنان وباقي دول المنطقة أو على الأقل أن يكون عنده فريق عمل يساعده في تجميع المعطيات وتوضيحها عن هذه الأوضاع، هو أن معظم اللبنانيين أصبحوا ينظرون إلى الجيش اللبناني على أنه الحصن الأول المدافع عنهم بوجه جرائم داعش وأخواتها وأنهم لن يهضموا مطلقاً هذه الإهانة بحق هذا الجيش، وأنه مع تغلغل الخطر الداعشي وغيره التكفيري في الداخل اللبناني فإن هكذا إهانة لن تُعتبَر من ضمن حرية العمل الإعلامي والسياسي بل تصبح مساً بالأمن القومي في البلاد، كونها تصدر عمن هو أحد أشهر الإعلاميين في العالم العربي وصاحب الخمسة ملايين معجب على الفايسبوك والذي يعمل في إحدى أشهر الفضائيات في هذا العالم.
     لذلك أقل ما يصح أن يوصف به هذا التصرف من قبل فيصل القاسم هو أنه خطأ كبير وبمنتهى الغباء؛ وخاصة أنه لم يتراجع عنه أو يحاول تصحيحه، بل قام بالتمادي به...
     المفترَض الآن بالمعنيين في محور المقاومة وغيرهم من المهتمين بالموضوع أن يعرفوا كيف يستخدمون هذا الخطأ وأن يعرفوا أيضاً كيف يستخدمون أخطاء أخرى كثيرة صدرت عن قناة الجزيرة بحق الجيش اللبناني أو داعمة للتنظيمات الإرهابية، للوصول إلى صدور حكم قضائي بإقفال مكتب هذه القناة في بيروت وبمنع فيصل القاسم من دخول الأراضي اللبنانية. وهذا ليس فقط بهدف توجيه ضربة موجعة إلى الإعلام المأجور للسياسة الأمريكية - الخليجية - التركية، بل أيضاً بهدف خدمة هيبة الجيش وهيبة الدولة والأمن القومي في البلاد.  
     الوصول إلى صدور هذا الحكم القضائي ليس بالأمر الصعب في حال تمت إدارة هذه المعركة بالشكل القضائي والإعلامي الصحيح من قبل السياسيين والإعلاميين والحقوقيين والناشطين في محور المقاومة وغيرهم من المهتمين بالموضوع... فهل سينجحون ؟؟؟


عامر سمعان ، كاتب وباحث
30/ 9/ 2014