في الوقت الذي أصبح فيه التدخل العسكري
الأمريكي المباشر في سوريا وارداً بشدة، الأفضل الكف عن إسداء النصائح حول ضرورة
توجيه الضربات إلى إسرائيل وإلى القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة وغيرها،
فالخبراء العسكريون لدى الجيش السوري وحزب الله وإيران هم بلا شك من الأفضل في
العالم وهم يعرفون كيف ومتى وأين سيكون الرد على أية ضربة أمريكية... أيضاً الأفضل
في هذا الوقت عدم توجيه الشتائم إلى الشعب العربي ووصفه بالخمول والتقاعس كونه لا
يتظاهر في بلدانه دعماً لسوريا ورفضاً للعدوان عليها، فلو كان بإمكانه التظاهر لكان
قد تظاهر مسبقاً ضد الاحتلال الأمريكي للعراق وضد الاعتداء العسكري الغربي على
ليبيا.
الأجدى في هذه المرحلة هو العمل بخطة كفيلة بجعل الفئات الشعبية داخل
العالم العربي وخارجه المؤيدة لمحور المقاومة أن تتحرك دعماً له ورفضاً لسياسة
الولايات المتحدة ولتدخلها العسكري المحتمَل في سوريا، ولأي تدخل عسكري محتمَل آخر
فيها تحت مظلتها.
يوجد الكثير من
الفئات الشعبية، بمئات ملايين وربما أكثر من ذلك، داخل العالم العربي وفي الكثير
من مناطق العالم، معادية للولايات المتحدة؛ إلا أنها لا تتحرك لمطالبة وللضغط على
حكامها لاتخاذ مواقف معارضة لها وداعمة لسوريا وحزب الله وإيران وباقي محور
المقاومة لأسباب عدة.
هذه الأسباب هي حالة
الإحباط نتيجة لكثرة انتصارات وازدياد قوة الولايات المتحدة, وتحول معظم أنظمة
الحكم داخل العالم العربي وخارجه إلى الموالاة لها، وهيمنتها على مؤسسات الشرعية
الدولية، وعدم وجود خطة واضحة ومقنِعة للتحرك ضدها، وعدم وضوح الموقف العربي،
الرسمي والشعبي، منها فأحياناً تكون هذه الدولة الحليفَ أو الحَكَمَ أو دولة
محايدة وأحياناً أخرى تكون العدو... بالتالي، عندما يصار إلى تحديد الموقف منها
على أنها هي العدو، وأن إسرائيل ما هي إلا جزء صغير من هذا العدو، وعندما يتم وضع
خطة واضحة ومقنِعة لمواجهتها يتم عرضُها عبر التلفزيونات الفضائية، وتتيح لتلك
الفئات التحرك لمطالبة وللضغط على حكامها لاتخاذ مواقف معارضة لها ومؤيدة لمحور
المقاومة؛ فالمرجَّح أنها لن تتوانى عن التحرك بما سيؤدي إلى تغيير المشهد ليس في
سوريا وحدها بل أيضاً في العالم بأسره.
الخطة لحمل هذه الفئات
على هكذا تحرك، كنتُ قد انتهيتُ من صياغتها ووضعتها في كتابي "حول الأزمة
اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة"، والذي تم نشره في
أيلول 2012. هذه الخطة هي موضوعة بناءً على ما قمتُ به من دراسات معمَّقة وغير
مسبوقة في علوم السياسة والإستراتيجيا والتنمية والسوسيولوجيا، وتعمل على تحويل
نقاط القوة في الزعامة العالمية للولايات المتحدة إلى نقاط ضعف، بما يؤدي إلى حثّ
وتشجيع الفئات الشعبية المعارضة لها في العالم العربي وخارجه على التحرك لمطالبة
وللضغط على حكامها لاتخاذ مواقف معارضة لها وداعمة لمحور المقاومة. وحيث نتائجها
المتوقعة ستكون إنهاء الحرب في سوريا وتمكين النظام من بسط سيادة الدولة حتى خلال
أسابيع، والاستقرار الأمني في لبنان والعراق وهزيمة الأخوان المسلمين في مصر وغيرهم
من الفئات المتأمركة في باقي العالم العربي؛ وأيضاً تقليص القوة السياسية
والاقتصادية والعسكرية للولايات المتحدة بما يؤدي إلى هزيمتها وإنهاء زعامتها
العالمية في المستقبل المنظور مع ما يترتب على ذلك من هزيمة لإسرائيل وكل الأطراف
التي هي تحت المظلة الأمريكية. وفي حال كان ثمة اعتداء عسكري مباشر أمريكي
أو تحت المظلة الأمريكية على سوريا، أو في فترة التحضير له أو بعد الانتهاء منه،
فإن العمل بهذه الخطة من شأنه الوصول في وقت قصير إلى تكبيل القدرة الأمريكية على
القيام بهكذا اعتداء.
أيضاً
مما كنتُ قد أوضحته في هذا الكتاب، ووفق دراسات علمية غير مسبوقة، هو أن الزعامة
العالمية للولايات المتحدة وتحالفها مع المستعمرين الأوروبيين وإسرائيل هي المسبب
الأساسي لحالة قلة الاستقرار الأمني في العالم العربي ومعظم دول الجنوب، وأنه لا
يمكن لهذه المناطق أن تنعم بالاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي والتطور
والديمقراطية إلا بإلحاق هزيمة كبرى بالولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية.
هذا الكتاب كان قد تم عرضه في المكتبات
اللبنانية في جميع الأراضي اللبنانية منذ كانون الأول 2012؛ إلا أنه لم يتوفر
نشرُه خارج الأراضي اللبنانية كوني لم أوفق بعد بمن يتعهد هذا النشر. ومنذ كانون
الثاني 2013 كانت هذه الخطة معروضة على مواقعي على الإنترنت...
الآن وبعد أن أصبحت الضربة الأمريكية لسوريا
واردة بشدة، فهذا بحد ذاته هو أحد الإثباتات لما كنتُ قد قلته سابقاً وفي مواضع
كثيرة، وهو أن المعارضة السورية المسلحة وحلفاءها في المنطقة ما هم إلا ذنباً
للأفعى التي رأسها في واشنطن. ولما كان من وجهة النظر الإستراتيجية من الخطأ
الكبير توجيه الضربات إلى ذنب الأفعى وترك رأسها طليقاً، فهذا يعني أنه حتى في حال
عدم حصول الضربة الأمريكية، فالأمور ستكون سائرة في سوريا إما إلى سقوط النظام
فيها وإما إلى مسلسل طويل من الحروب والمذابح والتهجير والتدمير. وفي حال حصول هذه
الضربة وتطورت الأمور إلى مواجهة عسكرية مفتوحة فستكون مكلفة جداً للطرفين...
ويبقى الحل الأفضل هو في الإبقاء على الجهوزية العسكرية لمواجهة أية ضربة عسكرية،
وفي نفس الوقت المبادرة إلى توجيه الضربات إلى رأس الأفعى مباشرة وفق خطة، مدروسة
وواضحة، تعتمد طرق المحاربة السياسية والإعلامية والاقتصادية وتؤدي إلى تكبيل قدرة
الولايات المتحدة على القيام بهكذا تحرك عسكري، سواء قبل أم أثناء أم بعد حصول
الضربة، وتكون بداية هزيمة كبرى لها ونهاية زعامتها العالمية.
تقوم هذه
الخطة على تحرك الفئات الشعبية المعارضة للولايات المتحدة في مختلف مناطق العالم
لمطالبة وللضغط على أنظمة الحكم في بلدانها لإقرار مواقف مناهضة لها عبر عدة
مراحل. في المرحلة الأولى يكون هناك مطالبات لإقرار ما يلي:
1 - رفض التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري في
لبنان، من منطلق أن الولايات المتحدة هي المستفيد الأول
من هذه الجريمة وأن إدارة الرئيس جورج بوش هي المتهَم الأول بها، وأنه ليس هناك
أية مصداقية لهذه المحكمة، وأنها أداة لخدمة المصالح الأمريكية في المنطقة خاصة في
لبنان وسوريا. كذلك، تقديم كل دعم ممكن إلى لبنان في مواجهة أية ضغوطات تتعلق بهذه
المسألة.
2 - تقديم كل دعم ممكن إلى النظام السوري في مواجهة
المعارضة المسلحة وفي مواجهة أية ضغوطات دولية تتعلق بالأحداث السورية أو بالمحكمة
الدولية الخاصة بلبنان (أي مع ما يعنيه هذا من تقديم كل دعم ممكن له، عسكري أو
اقتصادي أو سياسي أو إعلامي، في مواجهة أي اعتداء عسكري أمريكي، أو تحت المظلة الأمريكية،
يكون تحت حجة حماية المدنيين أو وقف استخدام السلاح الكيميائي)؛ من منطلق أن هذه الضغوطات هي من ضمن مسلسل مستمر على سوريا
منذ احتلال العراق في العام ٢٠٠٣ تهدف إلى جعلها في المحور الأمريكي، وأن
المسؤولية الأساسية للتوترات الأمنية في سوريا تعود إلى المعارَضة وحلفائها في
الخارج من أمريكيين ومَن معهم، وأن هؤلاء هم المستفيدون أكثر من غيرهم والمتهَمون
قبل غيرهم بما جرى من جرائم بحق المدنيين السوريين ومن استخدام للسلاح الكيميائي.
3 - اعتبار التدخل العسكري الغربي الذي حصل في ليبيا تحت حجة حماية
المدنيين والحظر الجوي اعتداءاً عليها، يهدف إلى
الهيمنة عليها وسرقة خيراتها وجعل التحركات الشعبية المعارِضة التي تحصل في العالم
العربي تحت مظلة الولايات المتحدة وزيادة نفوذها فيه؛ ومطالبة الدول التي اشتركت
في هذا التدخل العسكري والتي قدَّمت الدعم المادي والسياسي له بدفع التعويضات
لليبيين. وأيضاً إيجاد ضمانات سياسية وأمنية للقاعدة الشعبية الموالية للقذافي،
وعدم إجراء أية محاكمة لأي مسؤول في نظام القذافي في الداخل إلا في ظل هذه
الضمانات، وعدم تقديم أي منهم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
4 - تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع الولايات المتحدة، ووقف أي تعاون عسكري معها، أي وقف أيِّ تدريب للعسكريين فيها وشراء الأسلحة منها والمناورات المشترَكة معها والانسحاب من أية أحلاف عسكرية معها وإزالة أية قواعد عسكرية لها في البلد المعني (أي مع ما يعنيه هذا من عدم الاشتراك معها في أيِّ عمل عسكري داخل سوريا أم خارجها).
4 - تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع الولايات المتحدة، ووقف أي تعاون عسكري معها، أي وقف أيِّ تدريب للعسكريين فيها وشراء الأسلحة منها والمناورات المشترَكة معها والانسحاب من أية أحلاف عسكرية معها وإزالة أية قواعد عسكرية لها في البلد المعني (أي مع ما يعنيه هذا من عدم الاشتراك معها في أيِّ عمل عسكري داخل سوريا أم خارجها).
5 - عدم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في أية قضية والانسحاب من عضويتها، من منطلق عدم مصداقيتها
وأنها أصبحت إحدى مؤسسات العدالة الدولية الموضوعة في خدمة السياسة الأمريكية.
هذه هي المطالب في المرحلة
الأولى. بعد أن تكون هذه المرحلة قد أدت إلى النتائج المرجوة منها، أي كمثل أن
يكون هناك عددٌ كافٍ من أنظمة الحكم في مختلف أنحاء العالم قد أقرت هذه المطالب؛
يكون في المرحلة الثانية وغيرها أشكالٌ أخرى من المحاربة السياسية أو الاقتصادية
للولايات المتحدة تُقرر في حينها؛ كمثل إلزامها بدفع التعويضات عن احتلال العراق
وما شابه. وصولاً إلى المطالبات لإلزامها بالاعتراف بكل
جرائمها بحق الشعوب الأخرى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
على أن يكون في المراحل
المتقدمة من هذه الخطة ضرورة للانسحاب من الأمم المتحدة وتأسيس منظمة عالمية جديدة
تُعنى بالسلام العالمي والتعاون بين الشعوب. من منطلق
فشل هذه المنظمة في المحافظة على السلام العالمي بسبب حق العضوية الدائمة والنقض
في مجلس الأمن المعطى للخمس الدول وخاصة بسبب هيمنة الولايات المتحدة في كثير من
الأحيان على هذا المجلس.
أخيراً وحول
الدولة الإسرائيلية، ولما كانت من الناحية الإستراتيجية بمثابة الجزء من الولايات
المتحدة، ففي المراحل المتقدمة من هذه الخطة، وبعد أن تكون القوة الأمريكية قد
بدأت في التراجع سيكون بالإمكان فرض حل عادل للدولة الفلسطينية يقوم على اعتبار
إسرائيل كياناً مغتصباً وغير شرعي. أي بموجب هذا الحل تكون مساحة الدولة
الفلسطينية أكبر من تلك التي للدولة الإسرائيلية بما يمكِّن من استيعاب المهجرين
الفلسطينيين فيها، وإلزام إسرائيل بدفع تعويضات للفلسطينيين والعرب وتجريدها من
أسلحة الدمار الشامل ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وإشراك
كل من بريطانيا والولايات المتحدة بالمسؤولية المعنوية والمادية للوجود غير الشرعي
لهذه الدولة وللجرائم التي ارتكبتها بحق شعوب المنطقة، وغيره...
كذلك
سيكون هناك ضرورة لرعاية ودعم قيام اتحاد بين الدول العربية يقوم أساساً على
البرلمان العربي المشترَك، بالنظر إلى أهمية هذه الخطوة في إنهاء حقبة المشروع
الصهيوني في المنطقة، وفي العملية التنموية في العالم العربي.
انتهت هذه
الخطة.
حول طريقة التنفيذ لهذه الخطة، فبالطبع الأفضل
أن يتم عرضها عبر الوسائل الإعلامية، وخاصة منها التلفزيونات الفضائية، ثم أن يُطلب
من أي شخص أو تنظيم سياسي في أي مكان في العالم، يكون راغباً في مناصرة سوريا في
الحرب العالمية التي تجري على أرضها وفي إلحاق هزيمة كبرى بالولايات المتحدة
وإنهاء زعامتها العالمية، أن يقوم بمطالبة نظام الحكم في بلده والضغط عليه
بالوسائل الديمقراطية، والتي منها التظاهرات والإضرابات، لإقرار المطالب الواردة
في المرحلة الأولى منها. وفي حال لم تكن ظروفه الشخصية تسمح له القيام بهكذا تحرك
سياسي فالمطلوب منه أن يقوم على الأقل بنشر ملخص عن هذه الخطة عبر أية وسائل إعلامية
متوفرة لديه...
والمقصود
بإقرار المطالب هو ليس فقط الموافقة عليها من قبل أنظمة الحكم بل أيضاً أن يتم تعليل
هذه الموافقة بالأسباب الواردة أعلاه؛ أي كمثل أن يتم تعليل رفض التعاون مع
المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري بأسباب كون الولايات المتحدة هي المستفيد
الأول والمتهَم الأول بهذه الجريمة وغياب مصداقية هذه المحكمة لكونها أداة لخدمة
المصالح الأمريكية، وما إلى ذلك كما هو وارد أعلاه...
وبالطبع،
أثناء عرض هذه الخطة أو شرحها من الضروري الإشارة إلى النتائج المترتبة على هزيمة
الولايات المتحدة من حيث الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي والتطور والديمقراطية
في العالم العربي ومعظم دول الجنوب؛ كما من المهم عرض بعض الشروحات عن الأسباب
الموجبة للمطالب الواردة فيها، كمثل لماذا الولايات المتحدة هي المستفيد الأول
والمتهَم الأول باغتيال الحريري ؟ ولماذا المعارضة السورية المسلحة مع حلفائها في
الخارج هم المسؤولون الأساسيون عما يجرى في سوريا من أحداث أمنية والمتهَمون قبل
غيرهم عما جرى فيها من جرائم بحق المدنيين ؟ وغيره... حول هذه الشروحات والنتائج
المترتبة على هزيمة الولايات المتحدة انظر الروابط أدناه.
أما حول
طبيعة المطالب الواردة في المرحلة الأولى فيها، وعن السبب في اعتماد هذه المطالب
وليس غيرها، فهذا يعود، كما ذكرنا أعلاه، إلى أن هذه الخطة تعمل على
تحويل نقاط القوة في الزعامة العالمية للولايات المتحدة إلى نقاط ضعف؛ وهذا الأمر
يحتاج إلى شرح مطوَّل لا يتسع له المجال هنا، ومَن
يود التوسع فيه فبإمكانه العودة إلى كتابي المشار إليه أعلاه في الفصل الثاني عشر.
أما حول
النتائج المتوقعة على هذه المرحلة الأولى، فبمجرد أن يتم العمل بها، أي بمجرد أن
يكون هناك تحركات شعبية ملحوظة تطالب أنظمة الحكم في بلدانها لإقرار المطالب
الواردة فيها حتى يشكِّل هذا الأمرُ تكبيلاً لأي عمل عسكري أمريكي، أو غيره تحت
المظلة الأمريكية، ضد سوريا، سواء أكان قبل البدء به أم أثناءه أم بعده. إضافة، ستؤدي
هذه الأجواء إلى انهيار معنوي كبير عند المعارضة السورية المسلحة وحلفائها في
الخارج ما سيمكن النظام من بسط سيادة الدولة حتى خلال أسابيع. كل هذا سيتحقق حتى
قبل وصول هذه المرحلة الأولى إلى التطبيق، أي إلى وجود أنظمة حكم تكون مقرّةً
للمطالب الواردة فيها والتي مما تتضمنه، كما ذكرنا، تقديم كل دعم ممكن إلى النظام
السوري ووقف أي تعاون عسكري مع الولايات المتحدة... وعندما يصبح هناك عدد ملحوظ من
أنظمة الحكم مقرّةً لهذه المطالب فهذا سيشكل بداية تقليص القوة السياسية
والاقتصادية والعسكرية للولايات المتحدة وبداية هزيمتها وإنهاء زعامتها العالمية
في المستقبل المنظور مع كل ما قد يترتب على ذلك من نتائج...
إذ ليست
إسرائيل لوحدها أوهن من بيت العنكبوت، على حد قول السيد حسن نصر الله، بل أيضاً
الولايات المتحدة بذاتها هي بدورها أوهن من بيت العنكبوت؛ هذا بشرط أن تتم
مواجهتها من خلال الخطة التي تعمل على تحويل نقاط القوة في زعامتها العالمية إلى
نقاط ضعف.
للتوسع في
هذه الخطة انظر المقالات:
"الإستراتيجيا المقترَحة لإنهاء الزعامة العالمية للولايات
المتحدة":
"النظام السوري والخيار الوحيد أمامه للنصر (الملخّص)":
"الولايات المتحدة من حيث التخلف الفكري فيها":
مع التنبيه إلى أن هذه
المقالات قد تمت كتابتها قبل بدء الحديث عن اعتداء عسكري أمريكي على سوريا، أي
إنها لا تتضمن إشارة واضحة إلى هذا الموضوع.
حول أن المعارضة السورية المسلحة وحلفاءها في
الخارج، من أمريكيين ومَن معهم، هم مَن يتحملون المسؤولية الأساسية عما يجري في سوريا من أحداث أمنية، وهم
المستفيدون قبل غيرهم مما جرى من جرائم بحق المدنيين والمتهَمون بها قبل غيرهم،
ومن ضمنها استخدام السلاح الكيميائي؛ انظر المقالتين:
"حول المساندة الإعلامية للنظام السوري وحزب الله (5)":
و"حول المساندة الإعلامية للنظام السوري وحزب الله (6)":
للتوسع أكثر في كل ما
تقدَّم، وأيضاً
للاطلاع على الدراسات والنظريات التي بموجبها تم توضيح كيف أن الزعامة
العالمية للولايات المتحدة وتحالفها مع المستعمرين الأوروبيين وإسرائيل هي المسبب
الأساسي لحالة قلة الاستقرار الأمني والفقر والتخلف في العالم العربي ومعظم دول
الجنوب، وأنه لا يمكن لهذه المناطق أن تنعم بالاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي
والتطور والديمقراطية إلا بإلحاق هزيمة كبرى بالولايات المتحدة وإنهاء زعامتها
العالمية، انظر كتابي "حول الأزمة
اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة" الفصول من التاسع إلى الثاني
عشر.
أخيراً مع الإشارة إلى أن
الخطة الواردة أعلاه هي موضوعة بناءً على ما قمتُ به من دراسات معمَّقة وغير
مسبوقة في علوم السياسة والإستراتيجيا والتنمية والسوسيولوجيا، والتي من ضمنها خمس
نظريات جديدة في السوسيولوجيا (الأنتروبولوجيا المجتمعية) كنتُ قد توصلتُ إلى
صياغتها؛ وكل ذلك قد أوردته في كتابي المشار إليه أعلاه... حول هذا الموضوع انظر
المقالة "التقييم العلمي للكتاب بوصفه دراسة غير مسبوقة في الأنتروبولوجيا
المجتمعية":
عامر سمعان ، باحث وكاتب
30/ 8/ 2013.
تم آخر تنقيح لهذه المقالة في 27/ 9/ 2013.
ملاحظة: تمت كتابة هذه المقالة قبل
إعلان النظام السوري عن رغبته في نزع السلاح الكيميائي في 9/ 9/ 2013؛ وهذا الأمر
تطلب إضافات على الخطة الواردة أعلاه لكي تبقى على ما هي من فاعلية في إنهاء الأحداث السورية وإلحاق الهزيمة المرتجاة
بالولايات المتحدة... حول هذه الإضافات انظر
المقالة "الكيميائي والخطأ الإستراتيجي الكبير":
حول الملخَّص لهذه الخطة بعد هذه الإضافات عليها انظر المقالة
"نحو الانتصار في سوريا وهزيمة أمريكا":
عامر سمعان, تم آخر
تنقيح لهذه المقالة في 5/ 1/ 2014.