ما يتضمنه كتابي "حول الأزمة اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة" دراسات معمقة وغير مسبوقة في السياسة والإستراتيجيا والتنمية والسوسيولوجيا؛ من بينها: أربع نظريات جديدة في الأنتروبولوجيا المجتمعية، وخطة لحلّ الأزمة في لبنان، وإستراتيجيا تعتمد وسائل المحاربة الإعلامية والسياسية والاقتصادية لهزيمة الولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية، والتي سيكون من نتائجها الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي والتطور في العالم العربي ومعظم دول الجنوب.

الجمعة، 29 مايو 2015

شعر غزل ( 17 )


  
قالتْ، قُلْ لي أُحُبُكِ

قُلها ليَ مَرَّةً واحِدَةً

بِصِدْقٍ وحَماسَةٍ

بِقُوَّةِ وجَمَالِ نِمْرٍ يَعْدُو في الأحراشِ

إجْعَلْ مِنّي نِمْرَةً، تَقتَحِمُ عالَمَ حَبيبِها، تُقَبِّلُهُ وتَفتَرِسُهُ...

.....................................

"راوية"

جَمالُكِ الفَتانُ يَجعَلُ العاشِقَ فَنانْ

عُطرُكِ الملآنُ على كُلِّ زَهرَةٍ يُبانْ

ثَغرُكِ الشَهِيُّ فيه زُهورٌ من الرُمانْ

شَعرُكِ اللمَعِيُّ فيه نُجومٌ من الحَنانْ

عَالـمُكِ السِحريُّ يُعيدُني طِفلاً ألعَبُ فيه كالولهانْ.

.....................................

"راوية"

في شَعرِها الأسوَدِ نَسَماتٌ من ليالي الصَيفِ
 
في نظراتِها الحَزينةِ إثارَةٌ كالنَدى على عِنَبِ الكَرمَةِ

في بَشَرَتِها البَيضاءِ سَفَرٌ إلى بِلادٍ من أحلامٍ وسِحرٍ

هي الحُوريةُ الهادِئةُ اللذيذةْ... هي الملِكَةُ المعشوقَةُ المثيرةْ.

.....................................

عامر سمعان

الثلاثاء، 12 مايو 2015

صُوَرُ اللباس في الإعلام الحربي


في الإعلام الحربي، سواء أكان يتم العمل فيه من ضمن مبادرات منفصلة أم من ضمن خطة متكاملة إستراتيجية، من الضروري التنبه إلى صُوَر اللباس التي يتم نشرُها عبر الوسائل الإعلامية؛ انطلاقاً من صُوَر الجنود في الجبهات وأثناء التدريبات والتجهيز وحتى وصولاً إلى صُوَر رئيس الدولة وكبار المسؤولين فيها.
     من ضمن الأخطاء المهمة التي يتم ارتكابها في الإعلام الحربي في سوريا هو نَشرُ صُوَرٍ وفيديوهات لجنود على الخطوط الأمامية في الجبهات، ومنهم مَن يطلقون النار من أسلحة خفيفة ومتوسطة أي من مسافات قريبة، وهم لا يرتدون الخوذَ الواقية للرأس ولا الدروعَ المضادة للرصاص... كون هذه الصُوَر والفيديوهات من شأنها أن تعطي الانطباع عما يلي:
1 - أن تكون الدولةُ السورية قد أصبحت تعاني من صعوبات اقتصادية إلى درجة لا تمكنها من تجهيز الجنود بأهم وأبسط مستلزمات الحماية الشخصية أثناء وجودهم في الجبهات.
2 - أن يكون الضباطُ وكبار المسؤولين العسكريين السوريين قد أصبحوا غير قادرين على ضبط الجنود على الجبهات بالشكل الصحيح وإلزامهم بالتقيُّد بأهم وأبسط مستلزمات الحماية الشخصية.  
3 - هذين الأمرين معاً.
     لتوضيح الفكرة أكثر عن أهمية صوَر اللباس في الإعلام الحربي سنتناول هذين المثلين:
- المثل الأول عن مجاهدي حزب الله.
     كان الإعلامُ الإسرائيلي قد اعتمد ماضياً الترويجَ لفكرة أن المقاتلين الفلسطينيين على الجبهات يرتدون الكوفيات على رؤوسهم وليست الخوذ؛ حتى أن التعليمات التي كانت تُعطى للجنود أثناء الحروب الإسرائيلية في لبنان هي أنه في حال تعذَّرَ التمييزُ بين الفلسطيني والإسرائيلي في ظروف سوء الرؤية الناتجة عن الظلام أو غيره، فيكون الإسرائيلي هو مَن يرتدي الخوذة ويكون الفلسطيني هو مَن يضع الكوفية... ولاحقاً بعد أن استلمَ حزبُ الله جبهةَ الجنوب اللبناني، كان في قيام الإعلام التابع له بنشر الصور والفيديوهات عن مقاتليه في الجبهة وهم يرتدون الخوذَ والدروعَ الأثرُ المهم على إضعاف المعنويات في الداخل الإسرائيلي كما في تحسين صورة المقاومة الإسلامية وزيادة الدعم والتأييد لها في لبنان وخارجه.
- المثل الثاني عن الرئيس بشار الأسد.
     عَمَدَ الرئيسُ السوري منذ بداية الأحداث السورية، وأكثر الأحيان، على الظهور بالبدلة الرسمية وبكامل أناقته، بالرغم من الحرب الطاحنة التي تدور في معظم المناطق السورية. فكان هذا التصرف من قبله صائباً وذكياً ومن ضمن الحرب الإعلامية؛ وذلك لإعطاء الانطباع بأن القيادة السورية هي مرتاحة على وضعها حتى بالرغم من الاشتباكات القريبة من العاصمة؛ وأيضاً لكون ظهور رئيس الدولة بشكل مغاير، أي بالبدلة العسكرية، من شأنه أن يعزز ادعاءات المعارضة وحلفائها الخارجيين بوجود حكم عسكري وغير ديمقراطي في سوريا.
     أخيراً ، واعتماداً على ما تَقدَّم، المفترَض بجميع مَن يَعملون على تقديم الدعم الإعلامي للنظام السوري أن لا يَنشروا، في وسائلهم الإعلامية والتي من ضمنها مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، صوراً أو فيديوهات للجنود السوريين في الجبهة وهم لا يرتدون الخوذَ والدروع.



عامر سمعان، كاتب وباحث

12/ 5/ 2015

الأحد، 10 مايو 2015

الفايسبوك والنَسَوية



     المجتمع العالمي هو مجتمع ذكوري. بمعنى أن الرجال هم مَن يسيطرون تقريباً في جميع النواحي فيه. فما من بلد في العالم إلا ويسيطر فيه الرجال في مجالات السياسة والسلطة والوظائف المهمة والأمن والمال والأعمال والعلم والأدب والفن والدِين وغيرها... حتى في المجالات النسائية نرى فيها سيطرة رجالية، فأهم الطباخين ومُصممي الأزياء النسائية ومُزيني الشَعر النسائي هم من الرجال.
     هذا الوضع يُلحِقُ ظلماً فادحاً بالمرأة. كمثل عندما يكون لإحدى النساء نفس الشهادة والخبرة والقدرة التي للرجل، إلا أن الفرص تبقى متاحة له بشكل أكبر مما لها، لنيل المنصب أو الترقي أو كمية الأجر أو تولي المسؤوليات المهمة وما شابه.
     هذا الواقع هو في العالَم الحقيقي، أما في العالم الافتراضي، أي على الفايسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية، فالأمور هي معاكسة وخاصة في المجتمعات العربية وغيرها الشرقية. ففي هذا العالم الافتراضي يوجد سيطرة واضحة للنساء. والمقصود بذلك ليس مَن يمتلكون ويطورون هذا العالَم الافتراضي بل مَن يتواصلون مع بعضهم عبره.
     فأية امرأة لديها حساب على الفايسبوك، حتى ولو لم تضع اسمها أو صورتها الحقيقيين على حسابها؛ يكون هناك فرق كبير بينها وبين حساب أي رجل آخر من حيث عدد: طلبات الصداقة التي تتلقاها والرسائل التي تصلها على بريدها والتعليقات وتسجيلات الإعجاب بما تقوم بنشره. حتى ولو لم تنشر إلا مجرد سخافات فيبقى هناك الكثير من الرجال الذين سوف يسجلون إعجاباتهم وتعليقاتهم بهدف تبييض الوجه معها والتقرّب منها وما شابه.
    وبالطبع كلما كان ما تضعه المرأةُ من صورها على حسابها تظهرها على أنها شابة ومثيرة كلما زادت مكانتُها في هذا العالَم الافتراضي.
     تجدر الإشارة هنا إلى ظاهرة نجدها في العالَم الافتراضي وتقريباً في جميع المجتمعات، وهي قيام الفتيات برفع شارة النصر بأصابعهن في صورهن التي يضعنها على مواقعهن... هذه الظاهرة هي ليست "صرعَة أو قلة عقل" بل تعبيراً عن الشعور (في اللاوعي) بأن مكانة الفتاة في العالَم الافتراضي هي أهم وأرفع من مكانتها في العالم الحقيقي، وبأن مجرد وجودها في هذا العالم الافتراضي بحد ذاته هو نصر لها، أي يستحق أن ترفع شارة النصر احتفالاً به.
     أخيراً من المهم لأية فتاة هي ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة في العالَم العربي وغيره من مجتمعات الكبت الجنسي، أن تبقى متنبِّهة إلى وجود فرق كبير بين العالَم الافتراضي والعالَم الحقيقي. ففي العالَم الافتراضي قد يكفي لأن تحرِّك ظفرَها حتى تجد العشرات أو المئات ممن يمتدحونها أو يعظمونها أو يتغزلون بها... أما في العالَم الحقيقي فعليها أن تناضل وتحارِب حتى "بأسنانها وأظافرها" لكي تُثبِتَ نفسَها وتدافع عن حقوقها ولكي لا تكون مجرد ظلّ للرجل. 


عامر سمعان ، كاتب وباحث
10/ 5/ 2015 

الخميس، 7 مايو 2015

ملكة جمال البدينات العرب... والإهانة للبنان


     قام برنامج "أحمر بالخط العريض" على شاشة "المؤسسة اللبنانية للإرسال" بعَرضٍ لحلقة تم فيها انتخابُ ملكة جمال البدينات العرب 2015.
     هذه الحلقة من حيث الفكرة هي جيدة جداً، لما يلي:
- أولاً، لجهة إظهار خطأ مفاهيم الجمال العالمية التي تشدد كثيراً على نحافة الفتيات وبشكل يُرهِقُ كاهلهن لكي يَظهرن أنهن نحيفات وفق هذه المعايير، وأيضاً بشكل قد يُولِّدُ عُقَداً نفسانية وصعوبات اجتماعية عند البدينات.
- ثانياً، لجهة إظهار إن الفتيات البدينات قد يتمتعن بشكل كبير بالحضور القوي والشخصية الجذابة والجمال والإثارة والنجاح المهني والقدرة على إقامة العلاقات الاجتماعية الناجحة، وحتى إلى درجة تفوقهن على النحيفات.
- ثالثاً، لجهة إظهار إن معايير الجمال، خاصة نحافة الفتيات، تبقى دائماً مرتبطة بمفاهيم اجتماعية آنية أو نسبية، وأنه في حال التحرر من هذه المفاهيم فسيكون هناك معاييرٌ أخرى توصل إلى أبعاد أكثر أهمية للجمال. 
     بالنظر إلى هذه الأسباب، تكون هذه الحلقةُ من حيث الفكرة، وكما قلنا، هي جيدة جداً. لكن المشكلة الكبيرة، بل المصيبة، كانت في الإخراج، وبالتحديد فيما يتعلق بلباس البحر للمتباريات. فالقاعدة المتَّبَعة، والمنطقية، في كل مباراة الجمال هي أنه في حال كان ثمة استعراض للمتباريات بلباس البحر فمن الضروري أن يكون موحَّداً من حيث الشكل واللون ودرجة الاحتشام، أي في مدى إظهاره أو إخفائه للجسد.
     وهذا الأمر الأخير، أي درجة الاحتشام، هو ما لم يكن متَّبَعاً في هذه المباراة.
     فإذا كان لدى بعض المتباريات، في أية مباراة للجمال، اعتراضٌ على درجة احتشام لباس البحر، لدواعٍ أخلاقية أو دينية أو غيرها، فالتصرف المنطقي يقتضي إما إخراجهن من المباراة وإما اختيار تصميم آخر من شأنه أن يُرضي جميع المتباريات.  
     في هذه المباراة موضوع حديثنا، كان يوجد فيها تسعُ متباريات من لبنان وثلاثٌ من دول عربية أخرى. من حيث درجة الاحتشام في لباس البحر لديهن، وفيما يتعلق باللبنانيات فإلى حدّ ما كان يوجد تساوٍ فيما بينهن. أما عن الباقيات، فواحدة منهن كان لباسُها مشابهاً لما هو عند اللبنانيات. لكن المشكلة كانت عند المتباريتَين الأخريتَين، فقد كان يوجد احتشام كبير لديهما (بالنظر إلى وجود ما يشبه التنورة فوق لباس البحر) مقارنة بلباس اللبنانيات.
     بالتالي، يكون استعراض كل هؤلاء المتباريات بهذا الشكل من لباس البحر، من شأنه أن يوصِلَ، أو يعزِّزَ، الفكرةَ عن أن لبنان هو بلدُ التَفَلَّت والانحلال الأخلاقي مقارنة بباقي الدول العربية. وهذا الأمر هو بالطبع هو غير صحيح، كونه في كل الدول العربية يوجد فيها التَفَلَّت والانحلال الأخلاقي.
     بالتالي، تكون هذه الحلقة من برنامج "أحمر بالخط العريض" هي مُهينة للبنان، بشعبه وثقافته وعاداته ومفاهيمه؛ كما أنها بالطبع مُهينة للمتباريات اللبنانيات اللواتي اشتركن فيها.
     نأمل أن لا تتكرر مستقبلاً هذه الأخطاء التي تصدر عن بعض محطات التلفزة اللبنانية والتي تُظهِر القَيِّمين فيها وكأنهم لا يزالون مبتدئين في العمل الإعلامي؛ والتي ضَرَرُها لا يلحق فقط بهذه المحطات بل بكل لبنان.   


عامر سمعان، كاتب وباحث
7/ 5/ 2015


شعر غزل ( 16 )


"رَنا"، السِحرُ مَنزِلُهُ في عَينيها

والعَسَلُ، نَبْعُ طِيبِهِ من شفتيها

هل ضَاعَ الجمالُ، ليجِدَ مَوطِنَهُ بين وجنتيها ؟

أم أضاعَتْ الشَمسُ نورَها، ليَشِعَ من قدميها ؟

.....................................

"ماريانا"

طَبيبَةٌ ماهِرةٌ، والجَمالُ مُلكُ يَدَيها

تُرِي المريضَ عالَمَ زُهورٍ في عَينيها

وتُذَوِّقُهُ نَبيذَ "حَرَمونَ" في ابتسامتِها

تَحمِلُهُ إلى أحضانِ حُورياتٍ في غَمَزاتِها

وتُشعِرُهُ بقبلاتٍ من مَلِكةِ الجانِ في تَعليماتِها

.....................................

جَمالُ "مِيرنا" هادِئٌ ومن نَوعٍ مُلُوكيٍّ

في ابتِسامَتِها كُلُّ نَضَارةٍ وعَسَلِيةْ   

تُوحِي نَظَراتُها بألوانٍ شَهِيةٍ وذَكِيةْ

لبَياضِ بَشَرَتِها وَقعُ قُبُلاتٍ على ثَلجٍ في "صَنينَ" عَنبَرِيٍّ ومِسكِيٍّ.

.....................................

عامر سمعان