يقال إنه إثر دخول جبهة النصرة وزبانيتها إلى بلدة معلولا السورية في شهر
أيلول الماضي حاولوا إجبار بعض الشبان تحت تهديد السلاح على إشهار إسلامهم، إلا أن
ثلاثة من هؤلاء رفضوا وقالوا إنهم لن يتخلوا عن إيمانهم وإنهم يفضلون أن يموتوا على
دين المسيح، فقاموا بقتلهم على الفور.
في حال صح هذا الخبر يكون هؤلاء الشبان شهداء للمسيح. ففي الديانة المسيحية كل مَن يُقتَل لأنه رفض التخلي عن إيمانه المسيحي يُعتبَر من الشهداء القديسين
ويكون موقعه في السماء إلى جانب الرب يسوع المسيح.
فالمطلوب
من المسيحي المجاهرة الدائمة بإيمانه حتى ولو أدى ذلك إلى فقدانه حياته أو حريته
أو مصدر رزقه أو منصبه أو شهادته الجامعية أو صداقاته أو غيرها... أو حتى ولو أدى
ذلك إلى مقتل أفراد عائلته أمام عينيه. "فكل مَن يعترف بي قدام الناس اعترف
أنا أيضاً به قدام أبي الذي في السموات. ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا
أيضاً قدام أبي الذي في السموات"... "من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا
يستحقني. ومن أحب ابناً أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني. ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني
فلا يستحقني. ومن وجد حياته يضيعها. ومن أضاع حياته من أجلي يجدها" (متى 10:
32، 39). "مَن استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فإن ابن الإنسان
يستحي به متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة القديسين" (مرقس 8: 38).
والعكس صحيح، أي إن
المسيحي الذي يَعتنق ديانة أخرى أو يحاول إخفاء مسيحيته والتظاهر أنه من دين آخر
أو أنه ملحد أو أن يَعتبِر أن كل الديانات هي صحيحة (وفق منطق "كل الطرق تؤدي
إلى الطاحون")، بهدف النجاة بحياته أو حياة أفراد عائلته أو الحصول على أي
مكسب دنيوي آخر، وفي حال توفي وهو على هذا الوضع، أي من دون توبة صادقة، فمصيره لن
يكون إلى جانب المسيح بل في المقلب الآخر، أي في جهنم.
لذلك، وفي حال صح ذلك الخبر حول شهداء معلولا،
نتمنى أن تقوم الكنيسة بدراسة سريعة لهذا الوضع لكي يصار إلى إعلان قداستهم في
أسرع وقت. كما نتمنى أن يكونوا قدوة لباقي المسيحيين في العالم العربي للثبات على
إيمانهم...
عامر سمعان ، باحث وكاتب
16/ 10/ 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق