كتاب "حول الأزمة اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة" يقع في ٢٣٨ صفحة، الحجم العادي؛ وقد تم نشره في طبعته الأولى في أيلول ٢٠١٢. يُطلَب حالياً من المؤلِّف في فِيع - الكورة، لبنان، عبر البريد: amer@amersemaan.com ، إلى حين إيجاد موزِّع جديد له داخل لبنان وخارجه.
حول الملخَّص عن الكتاب،
سنعرض ما جاء في مقدمته والتي تتضمن ملخصاً عنه.
المقدَّمة
هذا الكتاب هو الأول من سلسلة دراسات ستصدر في المستقبل القريب تتناول مواضيع عدة؛
أهمها: الأزمة اللبنانية، الصراع العربي - الإسرائيلي، العمل العربي المشترَك،
الصراع بين الولايات المتحدة والعالمين العربي والإسلامي، الأصوليات المتطرفة في
اليهودية والمسيحية والإسلام، الزعامة العالمية للولايات المتحدة، العلاقات بين
الشمال والجنوب، الدراسات الإستراتيجية، التخلف والتنمية والتطور، الزعامات
المحلية والعالمية... جميع هذه الدراسات ستكون وفق المقاربة الأنتروبولوجية
المجتمعية. وسيكون الهدف ليس فقط الفهم العميق لهذه المواضيع بل أيضاً وضع الخطط
والإستراتيجيات الكفيلة بتحقيق التغيير نحو السلام العادل والتطور والازدهار.
ما سنقدِّمه في القسم الأول من هذا الكتاب هو دراسة في الأنتروبولوجيا المجتمعية
للأزمة اللبنانية توضِّح الأسباب الفعلية في الانقسام الدائم في المجتمع اللبناني
بين فريقين، اليمين المسيحي والعروبي، وفيما نتج عنه من توترات أمنية منذ خمسينات
القرن الماضي. هذه التوترات التي كانت تشتمل على ما يلي: الظهور المسلح في الأماكن
العامة، الاشتباكات المسلحة، الحواجز الأمنية، الاعتداءات المسلحة على المواطنين
وعلى الأملاك الخاصة والعامة وعلى موظفي الدولة ومنعهم من ممارسة مهامهم، الجزر
الأمنية، الثورات المسلحة، وصولاً إلى التحرشات العسكرية بإسرائيل.
ثم سنوضِّح كيفية استخدام فريق اليمين المسيحي لمسألة الربط بين الدين والقومية
عند الموارنة في سياق إيجاده الكيان اللبناني بالتعاون مع الانتداب الفرنسي؛ ثم في
سياق محاولاته المستمرة للمحافظة على تحكُّم المسيحيين في السياسة اللبنانية من
خلال المحافظة على امتيازاتهم في فترة ما قبل الحرب الأهلية، ثم لزيادة هذا
التحكُّم في مجالات معيَّنة بعد أن تم إنقاص هذه الامتيازات في فترة ما بعد الحرب
الأهلية؛ وأيضاً في سياق محاولاته المستمرة للوصول إلى التقسيم. هذا التوضيح سيتم
استناداً إلى دراسة في الأنتروبولوجيا المجتمعية سنعرضها بإيجاز، وتتناول القاعدة
العامة التي يتم من خلالها استخدام عامل الربط بين الدين والقومية في الصراع مع
عدو ينتمي إلى دين آخر؛ والتي ستمكننا لاحقاً - في الفصل العاشر - من فهم كيفية
نشأة الأصوليات الإسلامية، أي الردة السلفية عند المسلمين، منذ ثمانينات القرن
الماضي.
في القسم الثاني سنتطرق إلى مسألة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في تحليل للأجواء
التي كانت قبل وبعد هذا الاغتيال وللخلفيات والدوافع المحتمَلة؛ لنصل إلى نتيجة أن
الولايات المتحدة هي المستفيد الأول من هذا الاغتيال والمتهَم الأول، وأن هذه
الدولة كان ولا يزال عندها استفادة قصوى وضرورية منه، وأنه قد أنقذها من هزيمة
تاريخية كان من الممكن أن تُمنى بها. المقاربة الأنتروبولوجية لهذا الموضوع ستكون
من خلال إظهار التغييرات التي طرأت على الرأي العام العالمي منذ احتلال الكويت في
العام ١٩٩٠ إلى حادثة ١١ أيلول ٢٠٠١ فيما يتعلق بالموقف من سياسة
الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأثَر ذلك على توجيه الاتهام بهذه الجريمة إلى
أعدائها في المنطقة أي نظام الرئيس بشار الأسد ونظام الرئيس إميل لحود وحزب الله.
كما ستكون هذه المقاربة من خلال التحليل البنيوي لسياسة هذه الدولة التي اُتّبِعت
للهيمنة على الشرق الأوسط، الأمر الذي سيمكننا من فهم أفضل لهذه السياسة والعلاقة
بينها وبين اغتيال الرئيس الحريري.
ثم سنتطرق إلى كلتا المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري والمحكمة الجنائية
الدولية وسنوضِّح عدم مصداقيتهما وخضوعهما لسياسة الولايات المتحدة، انطلاقاً من
كونهما جزءًا من النظام العالمي الذي تتزعمه هذه الدولة.
ثم سنعرض في هذا القسم الحل المقترَح للأزمة اللبنانية الذي يمكِن تحقيقه بالوسائل
السلمية، أي الإعلامية والسياسية، والذي يقوم على تحرك القاعدة الشعبية في لبنان
للمطالبة والضغط بالوسائل الديمقراطية على السلطة والقيادات السياسية لأن يوافقوا
عليه؛ والذي يتضمن، أولاً وأساساً، اعتراف كل سياسي، في السلطة وخارجها، بأخطائه
أو أخطاء النهج الذي ينتمي إليه والتي كانت سبباً للأزمة. وسنوضِّح كيف أن هذا
الحل هو الأفضل لترسيخ الاستقرار الأمني والوصول إلى تسريع النمو الاقتصادي
ومحاربة الفساد الإداري وتنشيط الجهاز القضائي والتمهيد مستقبلاً لإزالة الانقسام
في المجتمع اللبناني والوصول إلى العلمنة الحقيقية، أي لبناء الدولة الآمنة
والقوية والمزدهرة.
في القسم الثالث سنتطرق أولاً بإيجاز إلى الأسباب التي تجعل من القضية الفلسطينية
القضية المركزية في العالم العربي، وإلى ضرورة التمييز بين الصهيونية واليهودية،
وإلى حقيقة أن إسرائيل هي من الناحية الإستراتيجية بمثابة الجزء من الولايات
المتحدة.
ثم سنوضِّح، ووفق المقاربة الأنتروبولوجية المجتمعية، أن ما يعانيه العالم العربي
من مشاكل أهمها البطء في النمو الاقتصادي وفي التطور وضعف العمل العربي المشترَك
وسوء الممارسة الديمقراطية والتنظيمات الأصولية المتطرفة، تعود أساساً إلى الزعامة
العالمية للولايات المتحدة؛ وتحديداً إلى التوترات الأمنية التي حصلت ماضياً في
المنطقة والتي قد تحصل ( أي التخوف
من حصولها ) مستقبلاً فيها من
قِبَل هذه الدولة وحليفاتها من الدول الغربية الصناعية وإسرائيل كما نتيجة
للانقسام في القواعد الشعبية داخل كل بلد عربي بين تيار موالٍ لسياستها ( أي الولايات المتحدة ) وآخر معارِض لها. هذا التوضيح سيتم
استناداً إلى دراستين في الأنتروبولوجيا المجتمعية سنعرضهما بإيجاز عن الظروف التي
تجعل أيَّ مجتمع، في أيِّ مكان أو زمان، يبطِّئ أو يسرِّع في التطور والتي تجعله
أيضاً يحسِّن أو يسيء في الممارسة الديمقراطية.
كما سنوضِّح من خلال المقارنة بين ظروف العالم العربي وظروف باقي دول الجنوب كيف
أن ما تعانيه هذه الدول من مشاكل متعلقة بالفقر والتخلف تعود بدورها إلى الأسباب
نفسها. أي إنها تعود أساساً إلى الزعامة العالمية للولايات المتحدة؛ وتحديداً إلى
التوترات الأمنية التي حصلت ماضياً في مناطق باقي دول الجنوب والتي قد تحصل
مستقبلاً فيها من قِبَل هذه الدولة وحليفاتها من الدول الغربية الصناعية وإسرائيل
كما نتيجة للانقسام في القواعد الشعبية داخل كل بلد من بلدان الجنوب بين موالِين
لسياستها ومعارضين لها.
وفي هذا السياق سنوضِّح كيف أن التحركات الشعبية التي حصلت في بعض الدول العربية
ضد الأنظمة الحاكمة ( ما يُعرَف
بالربيع العربي ) ليست في الوجهة
الصحيحة، كون هذه الأنظمة ليست هي المسؤولة الأساسية عن مآسي العالم العربي؛ وأنه
لكي تكون هذه التحركات في الوجهة الصحيحة وتؤدي إلى النتائج المرجوَّة منها في
تحقيق النمو الاقتصادي وتحسين الممارسة الديمقراطية يجب أن توجَّه وفق خطة مدروسة
تؤدي في المستقبل المنظور إلى إنهاء الزعامة العالمية للولايات المتحدة.
وفي النهاية سنعرض الخطة العامة ( أي
الإستراتيجيا ) المقترَحة التي
تمكِّن من خلال الوسائل السلمية من إنهاء الزعامة العالمية للولايات المتحدة في
المستقبل المنظور وإلحاق هزيمة كبرى بها؛ ومن ضمنها ترتيبات الحل مع الكيان
الصهيوني. تقوم هذه الخطة على تحرُّك القواعد الشعبية في مختلف البلدان للمطالبة
والضغط بالوسائل الديمقراطية على أنظمة الحكم لكي تتخذ مواقف مناهضة لهذه الدولة،
من خلال عدة مراحل. المرحلة الأولى منها تتعلق بالأوضاع في لبنان وسوريا وليبيا،
وبالموقف من الولايات المتحدة من حيث تخفيض التمثيل الدبلوماسي فيها ووقف أيِّ
تعاون عسكري معها، وأيضاً بالموقف من المحكمة الجنائية الدولية من حيث عدم التعاون
معها والانسحاب من عضويتها. وفي المراحل المتقدمة من هذه الخطة، من ضمن ما تتضمنه:
الانسحاب من الأمم المتحدة من منطلق فشلها في المحافظة على السلام العالمي والسَعي
لإيجاد منظمة دولية جديدة تُعنى بالسلام والتعاون بين الشعوب، وحَلّ القضية الفلسطينية
على قاعدة أن الكيان الصهيوني كيانٌ مغتصَب وأنه من الناحية الإستراتيجية بمثابة
الجزء من الولايات المتحدة.
كما سنوضِّح كيف أنه في حال سارت هذه الخطة بنجاح سيكون من نتائجها في العالم
العربي التسريع في النمو الاقتصادي وفي التطور وتفعيل العمل العربي المشترَك
والتحسن في الممارسة الديمقراطية وضمور التنظيمات الأصولية المتطرفة؛ وكيف سيكون
لها مثل هكذا نتائج في باقي دول الجنوب وحتى في غيرها.
أعجبتني جرأتك... أكمل سعيك
ردحذف