ما يتضمنه كتابي "حول الأزمة اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة" دراسات معمقة وغير مسبوقة في السياسة والإستراتيجيا والتنمية والسوسيولوجيا؛ من بينها: أربع نظريات جديدة في الأنتروبولوجيا المجتمعية، وخطة لحلّ الأزمة في لبنان، وإستراتيجيا تعتمد وسائل المحاربة الإعلامية والسياسية والاقتصادية لهزيمة الولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية، والتي سيكون من نتائجها الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي والتطور في العالم العربي ومعظم دول الجنوب.

الاثنين، 28 مايو 2018

شعر غزل ( 38 )


حُبكِ لي... هو ولادتي الثانية

وَمضَةٌ في الكونِ

ألوانٌ في الأرضِ

نَغماتٌ في الصباحِ

خُمورٌ في القطراتِ

تتراكضُ، تتلاعبُ

تُنادِيني، تُغرِيني

على الهضابِ البيضاءِ

الممتلئة... في نواحي جسدكِ.

.....................................

"
ياسمينة"

فَراشةٌ تُحلِّقُ بجمالِها

زَهرةٌ تشِّعُ بألوانِها

مَلكةٌ تُضيءُ ببهائها

حوريةٌ تغزو قلوبَ معجبيها...

تخطفُهم، تجمعُهم، تلاعبُهم،

تبني منهم قصراً،

لينامَ بين جدرانِه دلالُها...

.....................................

نَظرتُ عبر نافذةِ مطبخِها

تأملتُها منهمِكَةً تعمَلُ في عرينها

تتنقلُ كراقصةٍ، تعزِفُ ألحاناً بقدميها

تصنَعُ الحلوى وتخلُقُها بجمالٍ من يديها...

ضَحِكَتْ، لما فَطَنَتْ أنني أراقبُها

فَفَكَّتْ رباطِ شعرِها بدلالٍ لينسدلَ على كتفيها

واستدارَتْ بخفةٍ لتُريني قِواماً أشهى من أيةِ حلوى قد تذوقتُها...

.....................................
عامر سمعان


الثلاثاء، 23 يناير 2018

شعر غزل ( 37 )



قلتُ، سآتي إليكِ لنتنَزَّهَ في هذا الطقسِ العاصف

لندَع الرياحَ تداعِبُ شعرَكِ وتلعَبُ بين ثنايا ثيابِكِ

فتضعي يدَكِ في يدِي وتصبِحُ برودةُ الطقسِ ناراً في كياني

وتبتسمي لي، وتثرثري، وتشعريني بجنونِكِ...

قالت، انظر من نافذةِ غرفتِكَ وتأمَّل العاصفة،

فتحِسُّ بعطري ممتطياً النسماتِ، وترى خيالي في حبَّاتِ المطرِ،

وتشعُرُ بجنوني يذيقُكَ خَمراً وحُباً وعَسلاً من شفاهي...

.....................................

جمالُكِ المشرِقْ ،

كحُلُمٍ يُزهِرْ ،

كضَوءٍ يُبهِرْ ،

كلَيلٍ يُسحِرْ ،

كرَبيعٍ يُنشِدْ ،

كعَسَلٍ بين شَفَتيَّ يُحرِقْ...

.....................................

فَكَّرتُ فيها وبأحوالِها...

حاولتُ أن أخمِّنَ عن أوضاعِها...

أن ينبِئَني حَدَسي وإلهامي عنها...

فتراءتَ لي لبوةً حلوةً، شهيةً، متكاسلةً، ممددةً على فراشِها...

أسطورةً غارَت منها نساءُ الكونِ، ودارَت أحاديثُهُن عنها...

قِطَةً شَقِيَةً... طفلَةً مِغناجاً... يسيلُ اللعابُ لها...

.....................................

عامر سمعان 

شعر غزل ( 36 )



هل يأتي الشتاءُ كعادته

وحيداً حزيناً جميلاً ؟

هل أبقى بعيداً عن حنانكِ

كنسرٍ تاقَ إلى سِحرِ غناكِ ؟

تهبُّ رياحٌ من عطرِكِ

تعبَقُ في الوديانِ

تطيِّرُ خصلاتِ شعرِكِ

تلامِسُ تداعِبُ

شَغَفَ وجهي وعنقِي

…..................................

قلتُ، كيف تُدَبّرينَ أمورَكِ في هذا الطقسِ الحار ؟

قالت، قد أقومُ بأشغالِ البيتِ، من تنظيفٍ وطبخٍ،

ثم أضعُ نفسي تحت الدُّش

أو أحلمُ بالتنزهِ على الشاطئِ،

وأن أجعلَ مياهَ البحرِ تَحِسُّ بمذاقِ جسدي الجميل،

فتتأملني الشمسُ، وتنطبعُ قبلاتُ أشعَتِها على بَشَرَتي،

ثم تحمِلُني في المغيبِ إلى القمرِ، لأعانقَه كأنه الحبيب

قلتُ، سآتي لآخذكِ إلى البحر

حيث سنتنافسُ أنا والبحرُ والشمسُ والقمرُ

على عُذوبةِ بَشَرَتِكِ

…..................................

حافيةَ القَدَمَينِ تَسِيرينَ... 

أجمَلَ ألوانٍ تَرسُمِينَ

أعذَبَ نَغَماتٍ تُرسِلينَ... 

تَجذُبينَ قُلوبَ الرجالِ إلى سِحرِهما

تَدِيرينَ نَظَراتِ النِساءِ إلى تكاوينِهما

…..................................

عامر سمعان

شعر غزل ( 35 )



طفلةٌ مَلِكَةٌ 

يُدلِّلُها الجميعُ 

يُراضونها 

يَخدِمونها 

يَخشَونها...

لأنها عابِثَةٌ 

مُشاغِبةٌ 

لَذِيذَةٌ...

حينما تَراني 

تُلاعِبُني 

تُداعِبُني

تُشاكِسُني 

تُذِيقُني

من طَعمِ شفتيها خمراً

ومن حلاوةِ نهديها عَسَلاً 

.....................................

في حَديقتي "ياسَمِينة"...

ألوانُها كَقِصَصٍ قَدِيمَة...

شَذاها كَمَشاعِرَ حَمِيمَة...

أحاديثُها كَزُهورٍ من بلادي لَذيذَة...
                        
.....................................

أجمَلُ "ياسَمينة" تَلُوحُ في خَيالي...

تُرِيني صُوَراً ونَغَماتٍ من حَنانِ...

مَلِكَةٌ، لها سِحرٌ يَعبَقُ في بِلادي...

تَعشَقُها الرُوحُ وكلُّ نَبضَةٍ من فُؤادي...

.....................................

عامر سمعان

شعر غزل ( 34 )


قِطةٌ عنيدةٌ متمرِّدة،

شَرِسَةٌ لذيذة،

قالت، يا غليظ، عندما آتي إلى لبنان، استقبلني بالمطار...

ذهبتُ إلى المطار، وقلتُ لرجالِ الأمن،

قطةٌ شَرِسَةٌ لذيذةٌ خطرةٌ، آتيةٌ إلى بلادِنا...

فلما سمعوا اندهَشوا، واستنفروا وضربوا طوقاً حولَ المطار،

فأطلت القِطةُ، تشعُّ كأجملِ نجمةٍ بعد الغروب،

فشَهِقَ رجالُ الأمن، تراكضوا وتلاطموا وتدافعوا...

وقالوا، ما أجملَ بلادَنا بقططها الشرسة...

.....................................

نَسِيرُ سويةً في عتمةِ الليلِ

بيدي أُمسِكُ يدَها

أداعبُ شَعرَها بالأخرى

قالت، أسمعني من شِعرِكِ

إجعَل نجومَ السماءِ قلادةً لعنقي

وشُهُبَ الكونِ أساورَ لمِعصَمِي

قُلتُ، أسقيني من خمرةِ شفتيكِ

وسأجعُلُ الكواكبَ عرشاً لجمالِ قدميكِ...

.....................................

قَالت، لِمَ تَهوى المعَارِكَ بآرائكَ

قُلتُ، أحلُمُ بمصارَعَةٍ حَقيقيةٍ مَعَكِ

قَالت، أنا قَبِلتُ التَحَدّي مِنكَ

قُلتُ، سَأَهزِمُكِ وأُهدِيكِ دُميَةً، لكَيلا تَبكي

قَالت، سَأَهزِمُكَ ولن أُهدِيكَ شَيئاً، أُحِبُّ تَعذيبَكَ...

فَتَصارَعنا وتَباطَحنا...

كَعُشَّاقٍ أشقِياء

كَأطفالٍ أردِياء...

وأصبَحَت بَينَ يَدَيَّ دُميَةً... يُذِيقُني الدَلالُ منها عِشقاً وعَذاباً...

.....................................

عامر سمعان