السياسيون اللبنانيون الذين أيَّدوا
"الثورة السورية" معتبرين أنها ستجلب الحرية والديمقراطية والتطور إلى
سوريا... لا شك أنهم الآن يدركون جيداً ما يلي:
- أنه لم يكن
هناك شيء يَستحِق أن يُعتبَر "ثورة"، إلا عند أقلية ضئيلة من المعارضة
السورية.
- أن الأغلبية من هذه المعارضة كانت عبارة عن مدّ أصولي
إسلامي متأمرك... أي مستَعِدّ أن يَقبَلَ مختلفَ أشكال الدعم، العسكري أو غيره، من
قبل الأمريكيين أو حلفائهم الإقليميين بهدف إسقاط النظام السوري.
- أن هذا المدّ الأصولي، في حال نجح في إطاحة النظام
السوري، لن يتوقف عند حدود لبنان... ولن يرضى "بخلافة إسلامية" أو دولة
إسلامية تكون موجودة فقط في سوريا.
- أنه من بين الخيارات المطروحة لإسقاط النظام السوري هو
إشعال فتنة طائفية في لبنان وفتح الجبهات على دمشق وحمص والساحل السوري انطلاقاً
من الأراضي اللبنانية.
- أنه في حال دخول داعش والنصرة إلى لبنان فسيتم ارتكاب
جرائم ضد الإنسانية، بحق كل الطوائف، لا تقل في دمويتها وهمجيتها وتخلفها عن تلك
المرتكَبة في سوريا والعراق.
- أن أفضل شيء قام به حزبُ الله في تاريخه هو دخوله في
الحرب السورية إلى جانب النظام.
من الصعب
الاقتناع، بوجود سياسيين في لبنان لا يزالون غير مدركين لما هو وارد أعلاه (إلا
إذا كانوا أصلاً من المنتسبين إلى داعش والنصرة)...
فيبقى
السؤال، هو لماذا هؤلاء، أي سياسيو 14 آذار، لا يعترفون علانية بخطئهم بدعم
المعارضة السورية ؟ ولماذا لا يقومون بتقديم الشكر لحزب الله لما يقوم به على
الحدود وفي الداخل السوري ويعلنون عن استعدادهم للتعاون معه لردّ الخطر المتربِّص
بلبنان ؟
الجواب هو
بسيط، وهو أن هؤلاء السياسيين يفضلون رؤية داعش والنصرة في الداخل اللبناني وما
ينتج عنه من جرائم ضد الإنسانية، على أن يُحرَجوا باعترافهم بالخطأ أمام
مؤيديهم... وهذا الموقف، في هذا الظرف، لا يسمى "شطارة سياسية"... بل هي
"النذالة" بعينها.
المطلوب في
هذه المرحلة من المواطنين اللبنانيين أن يقوموا بمقاطعة أي سياسي لا يعترف علانية
بوجود خطر داهم على لبنان من قبل داعش والنصرة ومَن معهم، ولا يقدِّم الشكر لحزب
الله على التضحيات التي يقدمها لحماية لبنان من هذا الخطر، ولا يبدي الاستعداد
للتعاون معه للقيام بما يلزم لحماية لبنان منه.
كما المطلوب
من هؤلاء المواطنين مطالبة الدولة، باتخاذ أقصى الإجراءات الممكنة لمواجهة هذا الخطر،
كمثل دعوة الاحتياط من الجيش وباقي القوى المسلحة، وإعادة خدمة العلم الإلزامية،
وإعادة تشكيل "أنصار الجيش" أو ما شابه، وغيره.
عامر سمعان، كاتب وباحث
15/ 6/ 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق