تزداد التعليقات من قبل كثيرين في تشبيه
بعض الفئات المجرمة، في مختلف مناطق العالم، بالداعشيين... فيقولون عن الذين
يقطَّعون رؤوساً أو يذبحون أو يعتمدون أية أشكال أخرى من العنف الدموي، أو كانوا
يقومون بهذه الأفعال فيما مضى، بأنهم دواعش.
لكن هذا التشبيه هو خطأ كبير، كون ما يمتاز به تنظيم داعش هو ما يلي:
1 - اعتماد العمل العسكري للوصول إلى
السلطة، والغزو والاحتلال للتوسع في البلدان الأخرى.
2 - ارتكاب مختلف أشكال العنف الدموي،
كتقطيع الرؤوس والذبح والنحر والحرق، مع تصوير هذه المشاهد والمفاخرة بها ونشرها
على أوسع نطاق ممكن.
3 - التطهير الطائفي بحق أبناء المذاهب
الدينية الأخرى عبر تخييرهم بين تغيير دينهم أو تعرّضهم للمجازر الجماعية أو
تهجيرهم؛ فضلاً عن تدمير دور العبادة لهم ومقابرهم وطمس هويتهم وتاريخهم.
4 - سَبي النساء المنتمين إلى الفئات
المعادية وتحويلهن إلى أدوات للذة الجنسية، وبيعهن كعبيد.
5 - تحليل جهاد النكاح للمسؤولين
والمقاتلين في هذا التنظيم؛ أي تحليل الزواج المؤقت لهم الذي قد يدوم حتى لساعة
واحدة، بهدف إشباع رغباتهم الجنسية.
6 - تهميش وتقزيم دور المرأة في المجتمع
إلى أقصى الحدود.
7 - تدمير وتخريب الآثار.
8 - إقامة الدولة الدينية الديكتاتورية،
والقامعة لمختلف الحريات وحقوق الإنسان.
9 - تبرير كل ما هو وارد أعلاه من خلال
النصوص الدينية؛ أي إعطاء تفاسير لبعض النصوص الدينية بالشكل الذي يبرر هذه
الأعمال.
بالتالي،
لا يصح تشبيه أي نظام أو فئة مجرمة، موجودة حالياً أو ماضياً، بالدواعش، إلا إذا
جَمَعَت في نفس الوقت بين كل هذه المآثر الواردة أعلاه. سواء أكان المقصود من هذا
التشبيه هو زيادة المحاربة الإعلامية لتنظيم داعش، أم تبييض صفحته عبر إظهاره أنه
ليس لوحده مَن اعتمد العنف الدموي.
ولأن هذا
التنظيم هو من أبرز مَن جمع في نفس الوقت بين كل هذه المآثر في التاريخ الحديث،
وربما هو الوحيد، أي الوحيد الذي انحدر إلى هذا الدرك من الإجرام والهمجية
والحيوانية؛ فيجب التعامل معه عسكرياً وسياسياً بما يتناسب مع هذا الوضع.
عامر سمعان، كاتب وباحث
5/ 3/ 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق