الثلاثاء، 25 مارس 2014

الأرثوذكسية والموقف من الإسلام والمسلمين (1\2)


     سنتناول ضمن مقالتين موقف المسيحية الأرثوذكسية من الدين الإسلامي ومن المسلمين، ثم مختلف مواقف الأرثوذكسيين الأنطاكيين من هذا الدين. وسنوضح كيف أن قسماً من هؤلاء (من رجال دين وعلمانيين) لديهم مواقف من هذا الدين تتعارض مع الموقف الأرثوذكسي الصحيح منه وأن منها ما يصل إلى حد كونه هرطقة.     

1 - الموقف الأرثوذكسي من الإسلام.
     موقف المسيحية الأرثوذكسية من الدين الإسلامي هو أنه لا اعتراف لا بنبوة محمد ولا بإنزال القرآن؛ أي إن محمداً هو ليس من أنبياء الله، وإن القرآن ليس مصدره الله، وإن السِيرة والأحاديث، أي مواقف وسلوك محمد في حياته وتصريحاته، ليستا من وحي الله.
     لكي تعترف الأرثوذكسية بأية نبوة لا بد من توفر شرطين أساسيين؛ الأول، هو أن يكون مسلكُ من يدَّعي النبوة مسلكَ الأنبياء، أي مسلكَ القداسة؛ الثاني، هو أن يكون مضمون نبوته متوافقاً تماماً مع العقائد والتعاليم الأرثوذكسية.
     فيما يتعلق بمسلك محمد، لا يمكن القول عنه إنه، بالمفاهيم المسيحية، مسلك الأنبياء، أقلّه لسبب زواجه باثنتي عشرة امرأة؛ قد يكون هذا المسلك مقبولاً في مفاهيم الإسلام أو غيره من الديانات لكن ليس في المفاهيم المسيحية.
   وفيما يتعلق بمضمون النبوة، يوجد تعارض فاضح بين ما هو وارد في الإسلام وما هو وارد في الأرثوذكسية. ففي الإسلام لا يوجد اعتراف بأي من: عقيدة التثليث، ألوهية المسيح، صلب المسيح وقيامته، النعمة الإلهية غير المخلوقة الفاعلة في الكون المخلوق، تأله الإنسان بالنعمة المؤلهة غير المخلوقة التي ينالها من خلال مشاركته في الأسرار الكنسية، الإكليروس المخولين إقامة هذه الأسرار، حياة الرهبنة، وغيره...
     أيضاً في الإسلام يجوز نشر الدين بالقوة العسكرية، في حين أن الأرثوذكسية ترفض مطلقاً نشر الدين بالقوة العسكرية أو بغيرها من أشكال الترهيب والترغيب والتي منها نشره تحت مظلة الاستعمار (كما فعل قسم من الكاثوليك والبروتستانت). وفي الإسلام يجوز تعدد الزوجات، في حين أن الأرثوذكسية تمنع الارتباط بأكثر من زوجة واحدة. وفي الإسلام يوجد ملذات جسدية في الجنة تقوم على مضاجعة الرجل لزوجاته المخلَّصات ولعدد كبير من الحوريات وعلى الأكل والشرب وغيره، في حين أنه في الأرثوذكسية يتمتع المخلَّصون في الجنة بالمشاركة في المجد الإلهي غير المخلوق حيث ستشع النعمةُ الإلهية غير المخلوقة من داخل أجسادهم ومن الطبيعة الجديدة المحيطة بهم (كما كان الحال في تجلي المسيح، متى 17: 1 - 8) وحيث لا وجود للملذات الجسدية، بل إن هذه النعمة هي التي ستمنح الإنسان أقصى درجات السعادة والمعرفة والحكمة وغيره... 
     أيضاً يدعو الإسلام إلى إقامة الدولة الدينية التي يكون فيها المسلمون مواطنين درجة أولى، ثم يكون فيها المسيحيون واليهود مواطنين درجة ثانية (أهل الذمة)، ثم يكون أتباع باقي الديانات والملحدون في مراتب أدنى؛ في حين أنه في الأرثوذكسية لا وجود لدولة دينية ولا وجود لأي فرق بين الأرثوذكسيين وغيرهم في المعاملات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ويوجد في الإسلام شريعةٌ تحدد الكثيرَ من المسائل الدنيوية للفرد والمجتمع، في حين أنه في الأرثوذكسية لا وجود لهكذا شريعة ويُترَك تدبير المسائل الدنيوية بما يتناسب مع الظروف الخاصة لأي فرد ولأي مجتمع.       
     أيضاً يوجد تناقض كبير بين المرويات الواردة في القرآن وتلك الواردة في الإنجيل. ومن وجهة النظر الإسلامية فإن الإنجيل الموجود عند المسيحيين هو مزوَّر وإن الإنجيل الحقيقي الذي يُخبِر بصدق عن حياة وتعاليم السيد المسيح قد فُقِد.
     وغير ذلك....    
     لكل هذه الأسباب لا يوجد في الأرثوذكسية اعتراف بنبوة محمد وبإنزال القرآن.

2 - الموقف الأرثوذكسي من المسلمين.
     موقف المسيحية الأرثوذكسية من المسلمين هو نفسه الموقف من اتباع أي مذهب ديني آخر؛ أي إنه الموقف نفسه من اتباع اليهودية والبوذية والهندوسية والزرادشتية وما يُعرَف بالأديان الوثنية والإرواحية وغيرها، وهو نفسه الموقف من المنتمين إلى المذاهب الأخرى في المسيحية أي الكاثوليكية والبروتستانتية والمذاهب المنشقة عنها كشهود يهوه والسبتيين وغيرهم، هو نفسه الموقف من الملحدين؛ فكل هؤلاء هم "خراف ضالة" ينبغي نقل البشارة إليهم فإذا قبلوها وأصبحوا أرثوذكسيين فهم أحرار وإن لم يقبلوها فهم أيضاً أحرار؛ ومع الحرص على عدم ممارسة أي شكل من أشكال الضغوطات عليهم ومن وسائل التهديد والترغيب لكي يصبحوا أرثوذكسيين.
     مع التنبيه إلى أن المقصود أعلاه بالمنتمين إلى الدِين اليهودي، هم اليهود غير الصهاينة وليس اليهود الصهاينة. فاليهود في أماكن كثيرة من العالم هم من ضمن فئتين: الأولى، هم اليهود الصهاينة الذين يعترفون بالدولة الإسرائيلية ويقدمون لها كافة أشكال الدعم؛ والثانية هم اليهود غير الصهاينة الذين يعتبِرون هذه الدولة كياناً مغتصباً ويحاربونها بأية وسائل متوفرة لديهم... فهذه الفئة الثانية هي المقصودة أعلاه من حيث موقف المسيحية الأرثوذكسي من اليهود. أما الفئة الأولى، فالموقف منها هو المحاربة لها بالوسائل المشروعة إلى أن يتم إيجاد حلّ عادل للقضية الفلسطينية، على أن لا يتم استخدام هذه المحاربة كوسيلة ضغط لإلزام أفرادها بتغيير دينهم. تماماً كما هو الموقف من كل الذين يدعمون المشروع الصهيوني في المنطقة، سواء أكانوا مسيحيين أم مسلمين أم غيرهم. تماماً كما هو الموقف من أية فئة في العالم تقوم أو تساهم بما هو شر مستفحل في أي مجال من المجالات؛ أي المحاربة لها بالوسائل المشروعة دفاعاً عما هو حق وعدل، وعلى أن لا يتم استخدام هذه المحاربة كوسيلة ضغط لإلزام أفرادها بتغيير دينهم.     
     ومما يترتب أيضاً على ذلك الموقف الأرثوذكسي من كل تلك "الخراف الضالة" هو ضرورة عدم وجود أي فرق في التعامل في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين مَن هم أرثوذكسيين وغيرهم، أي ضرورة عدم جواز أي شكل من التعامل العدائي أو العنصري أو الفوقي أو التهميشي أو الانعزالي تجاه مَن هم غير أرثوذكسيين؛ وهذا من ضمنه عدم جواز القول بأن دِين الدولة هو الأرثوذكسية في الدول التي يوجد فيها أغلبية أرثوذكسية.
     أيضاً مما يترتب على هذا الموقف الأرثوذكسي هو إلزامية التضامن والتعاطف مع القضايا المحقة لمن هم غير أرثوذكسيين وتقديم أية مساعدة ممكنة في هذا المجال، تماماً كما يتم التضامن والتعاطف مع قضايا الأرثوذكسيين المحقة. مثلاً، حول قضايا المسلمين، من البديهي أن يتم التضامن مع القضية الفلسطينية واعتبار الكيان الصهيوني كياناً مغتصباً والقيام بكل محاربة ممكنة ضد مَن يدعمون هذا الكيان خاصة منهم المسيحيين الغربيين؛ كما أشرنا أعلاه...
     أيضاً مما يترتب عليه هو ضرورة الصلاة من أجل كل هؤلاء "الخراف الضالة"، الأحياء منهم والأموات، لكي يشملهم الله برحمته...     
     المسيحية الأرثوذكسية، وبموجب ما فيها من عقائد وتعاليم، هي أكثر مذهب ديني، أو فكري، في التاريخ يتوافق مع مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان (أي التعامل مع الآخرين من منطلق الحرية والأخوة والمساواة)؛ فما هو وارد أعلاه عن مبادئ التعامل مع مَن هم غير أرثوذكسيين هو من هذا المنطلَق.
     وبالطبع هناك قسم غير قليل من الأرثوذكسيين وفي مختلف مناطق العالم، لا يتعامل المنتمون إليه وفق ما هو وارد أعلاه تجاه مَن هم غير أرثوذكسيين... وهذا أمر طبيعي لأنه في كل دِين يوجد فرق بين النص والتطبيق، ومن البديهي أن لا يكون جميعُ المنتمين إلى أي دِين قديسِين ويطبقون نصوصَه، أو مبادئه، كما هي. فالنصوص الدينية، أو المبادئ، هي المثال الذي يُفترَض بالمؤمنين في أي دِين أن يسعوا إليه.
     
3 - مواقف الأرثوذكسيين الأنطاكيين من الإسلام.
أ - حول مواقف الإكليروس، والعلمانيين الأرثوذكسيين المعنيين بالتربية والإعلام الدينيين؛ من الإسلام.  
     موقف معظم هؤلاء من الإسلام يتوافق مع ما هو وارد أعلاه، أي من حيث عدم الاعتراف بنبوة محمد وبإنزال القرآن، ومن حيث عدم إغفال أهمية الاختلافات بين الديانتين.
     لكن كان ولا يزال يوجد قسم قليل منهم يصدر عنه كتاباتٌ وتصريحاتٌ تتعارض مع ما هو وارد أعلاه وتحاول التوفيق بين الديانتين المسيحية والإسلامية وإظهارهما كأنهما وجهان لعملة واحدة، من خلال اتجاهين أساسيين؛ سنتناول أدناه كل من هذين الاتجاهين ونحاول الرد عليه:
- الاتجاه الأول، هو الاعتراف بنبوة محمد بشكل غير مباشر، كمثل القول "بأن مسلكه هو مسلك الأنبياء"، أو كمثل: "يُعترَف لهذا الرجل بكونه رجلاً كريماً مستقيماً صالحاً، وإنه لم يخترع هذا "الأمر" (أي مضمون نبوته) اختراعاً، وإنه قد تعرض لظواهر شبيهة للظواهر التي حصلت لأنبياء بني إسرائيل"...
     وفي نفس الوقت القول بوجود اعتراف باطني أو غير مباشر بألوهية المسيح في القرآن؛ كمثل من خلال القول بأن الآيات القرآنية التي تعترف بألوهية المسيح قد تم حذفها أو التلاعب بها، أو من خلال محاولة تفسير بعض الآيات القرآنية بشكل باطني تشير فيه إلى ألوهية المسيح وصلبه وقيامته، أو من خلال القول بأن عيسى الوارد ذكره في القرآن هو ليس المسيح وأن ما هو وارد في القرآن عن عقيدة التثليث وألوهية الابن والتجسد والصلب ليس المقصود بها ما هو في المسيحية الصحيحة بل إحدى البدع التي كانت يومها في الجزيرة العربية...
     لزيادة التوضيح، القول بنبوة محمد بشكل مباشر أو غير مباشر يعني أن مضمون نبوته هو صحيح وأن القرآن منزل من الله. والقول بأن ما تطرق إليه القرآن عن عيسى والتثليث وغيره يتناول إحدى البدع التي كانت في الجزيرة وليس ما هو في المسيحية الصحيحة يعني اعترافاً غير مباشر في القرآن بألوهية المسيح والتثليث وغيره كما هي في المسيحية الصحيحة. وهذا يعود إلى أن المسيحية هي أحد الأديان الإبراهيمية (في المنظور الإسلامي) إلى جانب اليهودية والإسلام، وإلى أن مسألة ألوهية المسيح هي المسألة الأكثر الأهمية عند المسيحيين؛ بالتالي، لا يمكن للإسلام أن يتجاهل ببساطة هذه المسألة، بل لا بد له إلى أن يتطرق إليها إما بالموافقة أو الرفض؛ بالتالي، القول إنه قد رفضها كما هي عند إحدى البدع التي كانت في الجزيرة، ونقطة على السطر؛ هذا يعني بديهياً أنه يوافق عليها كما هي في المسيحية الحقيقية. 
الرد على هذا الشكل في التوفيق:
- أولاً، من وجهة نظر الدراسات الدينية، أي العلمية، القول باعتراف باطني أو غير مباشر بألوهية المسيح في القرآن هو خطأ كلي ويتعارض مع أبسط قواعد المنطق ومع أية منهجية صحيحة في الدراسات الدينية. السبب هو أن تفسير الآيات الدينية في القرآن أو الإنجيل أو أي كتاب ديني آخر المفترَض أن يتم بشكل يتوافق مع السياق العام وليس بمعزل عنه. لأنه عندما يتم التفسير بمعزل عنه فيكون بالإمكان توليد عدد لا نهائي من الأديان انطلاقاً من الكتاب الديني الواحد. والسياق العام في الإسلام لا يتوافق إطلاقاً مع فكرة إلوهية المسيح، ولو كان الأمر هكذا لكان من المفترَض أن تصبَّ معظم الآيات القرآنية ومعظم ما هو في الأحاديث والسِيرة، وبشكل علني وواضح، في هذه الفكرة الجوهرية والمحورية والبالغة الأهمية؛ وهذا الأمر، بالطبع، لا وجود له... فما يصح القول عن هذا الطرح إنه من وجهة النظر العلمية ليس سوى سخافة و"ضحك على الذقون".
- ثانياً، حول وجهة النظر الدينية العامة. عندما يتم التوفيق بين الديانتين المسيحية والإسلامية، أو أي مذهبين دينيين آخرين، وإظهارهم كأنهما وجهان لعملة واحدة؛ فما يعنيه هذا هو أن الإيمان والتدين عبر أي واحد منهما هما نفسهما عبر الآخر، ويؤديان إلى نفس الهدف والنتيجة. "كل الطرق تؤدي إلى الطاحون".
     من وجهة النظر الدينية العامة، مبدأ "كل الطرق تؤدي إلى الطاحون"، هو مرفوض تماماً؛ كونه المطلوب من الحياة الدينية أن تحدث تغييراً جذرياً في حياة الإنسان (في فروض التدين والعلاقة مع الإله ومع الذات ومع الآخرين ومع العالم المخلوق) وليس أن تحدث تغييراً سطحياً.
     الأفراد الذين يسخِّفون ويقزِّمون العاملَ الديني في حياتهم، هؤلاء بإمكانهم أن يتبِّعوا مبدأ "كل الطرق تؤدي إلى الطاحون" وأن لا تفرق معهم كثيراً في حال كانوا منتمين إلى دين ما أو آخر. أما الذين هم متدينون بالشكل الجيد فلا يستطيعون الأخذ بهذا المبدأ.
     الأمر هو كمثل مَن يسخِّف ويقزِّم المبادئ السياسية في حياته، فلن تفرق معه إذا انتسب إلى حزب سياسي ما أو غيره. أما الذي تلعب هذه المبادئ دوراً أساسياً في حياته فلا يمكنه التنقل بسهولة من حزب إلى الآخر.
     أي إنه في الحياة الدينية العامة، ليس هناك شيء اسمه التوفيق بين مذهبين دينيين أو أكثر، بل يكون هناك إما دينيين مختلفين وإما دين واحد.  
- ثالثاً، من وجهة نظر المسيحية الأرثوذكسية، هذا الشكل في التوفيق بين المسيحية والإسلام، والذي يُظهِر أنه لا فرق في الإيمان والتدين عبر أي منهما، هو مرفوض كلياً كونه يؤدي أو يساهم فيما يلي:
أ ) تشجيع غير مباشر للأرثوذكسيين لكي يتركوا مذهبهم وينتسبوا إلى الإسلام، ولكي تتزوج الأرثوذكسيات من مسلمين؛ من منطلق أنه لا فرق في الإيمان والتدين عبر أي من المسيحية والإسلام وأن كل منهما يؤدي إلى نفس الهدف والنتيجة.
ب ) تشجيع غير مباشر للأرثوذكسيين لأن يكون عندهم اعتراف ضمني أو غير مباشر بألوهية المسيح مع باقي العقائد والتعاليم المرتبطة بها؛ من منطلق أنه لا ضرر في وجود اعتراف ضمني أو غير مباشر بألوهية المسيح في القرآن (والذي هو منزل من الله حسب ما يُفهَم من هذا التوفيق)... في حين أن الأرثوذكسية تشدد على أن الاعتراف بهذه الأمور يجب أن يكون علنياً وصريحاً ومباشراً و"على راس السطح"...
ج ) الاستخفاف الكبير بالنعمة الإلهية غير المخلوقة التي يحصل عليها الإنسان من خلال مشاركته في الأسرار الكنسية في المسيحية والتغيير الجذري الذي سيطرأ على حياته نتيجة تقدسه بها وما سيناله من مشاركته في مجدها في الفردوس، وغير ذلك من التعاليم في المسيحية الأرثوذكسية؛ التي ستبدو وكأنها شكليات أو أحد أنواع الأدب أو الفن التي لا تقدِّم أو تؤخر في حال التزم المؤمن بها أو التزم بما هو في الشريعة الإسلامية.
د ) زيادة حالة الفتور الديني عند الأرثوذكسيين، أي زيادة قلة التدين والاهتمام بالشأن الديني، عندما سيرون أنه لا فرق في الالتزام بفروض التدين بين ما هو في المسيحية والإسلام.  
هـ ) تقليل أعداد الذين هم غير مسيحيين وعندهم إعجاب بالمسيحية وعلى استعداد لأن ينتسبوا إليها؛ عندما سيرون أنه لا فرق يذكر بين أن يكون المؤمنُ مسيحياً أم مسلماً.
     مع التنبيه إلى أن الأرثوذكسيين الأنطاكيين الذين يقومون بهذا الشكل من التوفيق بين المسيحية والإسلام ليس بالضرورة أن يكون قصدهم إظهار أنه لا فرق في الإيمان والتدين عبر أي منهما؛ لكن هذا الأمر سوف يُفهَم تلقائياً عند مجمل مَن سيطلعون على هذا التوفيق، وسواء أكانوا مسيحيين أم لا؛ وسيترتب عليه ما هو وارد أعلاه من ضرر على الكنيسة.
     ثم إن هذا التوفيق من شأنه أن يفتح المجال لعمليات توفيق أخرى بين الأرثوذكسية وغيرها من المذاهب المسيحية، أو بين المسيحية واليهودية، أو بين المسيحية وأديان أخرى؛ وأن يتم كل ذلك تحت شعار أنه يوجد في النصوص الدينية في تلك الأديان أو المذاهب اعترافٌ ضمني أو غير مباشر بألوهية المسيح أو غيرها من المسلمات التي في الأرثوذكسية؛ وسيترتب على ذلك اعتبار أنه لا فرق في الإيمان والتدين عبر الأرثوذكسية أو أي من تلك المذاهب أو الأديان مع كل ما هو وارد أعلاه...
     واعتماداً، فإن الطرح الوارد أعلاه حول التوفيق بين المسيحية والإسلام، والذي كان ولا يزال يتبناه قسم غير قليل من الأكليروس والعلمانيين الأرثوذكسيين في الكرسي الأنطاكي؛ يمكن أن يقال عنه إنه هرطقة. وبالتالي، المفترَض بالمجمع المقدس (مجمع الأساقفة الأرثوذكس) أن يقوم بتنبيه الرأي العام (الأرثوذكسي وغيره) إلى الخطأ الكبير في هذا الطرح، وأن يقوم بتوجيه تنبيه رسمي إلى مَن يروجون لهذا الطرح لتنبيههم إلى خطئهم، وأن يتخذ الإجراءات المناسبة بحقهم في حال استمروا عليه. حيث سيكون أول هذه الإجراءات عزل أي أسقف أو كاهن من هؤلاء عن منصبه وتجريده من كهنوته وغيره من الإجراءات في حال عدم تراجعه عن خطئه...
- الاتجاه الثاني، هو محاولة التركيز على القواسم المشتركة، أو التشابهات الكبيرة، بين الديانتين المسيحية والإسلام (كمثل فيما يتعلق: بعبادة الإله الواحد، والدعوة إلى القيام بالخير والابتعاد عن الشر، والإيمان بيوم القيامة، ووجود الجنة وجهنم، واللاهوت الصوفي المشترك بين الأرثوذكسية والتصوف الإسلامي...) وتضخيمها والمبالغة فيها، وفي نفس الوقت التقليل والتقزيم في الاختلافات الموجودة بينهما وحتى عدم التطرق إليها؛ للوصول إلى نتيجة أن ما يجمع بين الديانتين هو أكثر بكثير مما يفرّق أو ليتم الإيحاء بهذه النتيجة، أي ليتم إظهارهما كأنهما وجهان لعملة واحدة.
الرد على هذا الشكل في التوفيق:
- أولاً، من وجهة نظر الدراسات الدينية، أي العلمية، هذا الشكل في التوفيق بين الديانتين هو خطأ كلي؛ كون إجراء دراسة مقارنة بين مذهبين دينين يتطلب التركيز على القواسم المشتركة كما على الاختلافات. ومن الخطأ وغير الموضوعية التركيز على القواسم المشتركة وتقليل وتقزيم الاختلافات وحتى عدم التطرق إليها. فهذا النهج وعدا عن كونه خطأً علمياً، يصح وصفه "بالتضليل الإعلامي".
- ثانياً، من وجهة النظر الدينية العامة، هذا الشكل في التوفيق بين هاتين الديانتين وإظهارهما كأنهما وجهان لعملة واحدة يعني بدوره أن الإيمان والتدين هما نفسهما عبر أي منهما ويؤديان إلى نفس الهدف والنتيجة، وهذا خطأ للأسباب نفسها المبيَّنة أعلاه، أي المتعلقة بخطأ اعتماد مبدأ "كل الطرق تؤدي إلى الطاحون" في الحياة الدينية.
- ثالثاً، من وجهة النظر المسيحية الأرثوذكسية، وفي السياق نفسه الوارد أعلاه، فإن هذا الشكل في التوفيق بين هاتين الديانتين، والذي يُظهِر أنه لا فرق في الإيمان والتدين عبر أي منهما، هو بدوره مرفوض كلياً كونه يؤدي أو يساهم فيما يلي:
أ ) تشجيع غير مباشر للأرثوذكسيين لكي يتركوا مذهبهم وينتسبوا إلى الإسلام، ولكي تتزوج الأرثوذكسيات من مسلمين؛ من منطلق أن الإيمان والتدين هما نفسهما عبر أي من المسيحية والإسلام ويؤديان إلى نفس الهدف والنتيجة.
ب ) تشجيع غير مباشر للأرثوذكسيين لأن لا يكون عندهم اعتراف بألوهية المسيح مع باقي العقائد والتعاليم المرتبطة بها؛ من منطلق أنه لا يوجد اعتراف بهذه الأمور في القرآن (والذي هو منزل من الله حسب ما يُفهَم من هذا التوفيق)... 
ج ) الاستخفاف الكبير بالنعمة الإلهية غير المخلوقة التي يحصل عليها الإنسان من خلال مشاركته في الأسرار الكنسية، وغير ذلك من التعاليم في المسيحية الأرثوذكسية التي ستبدو وكأنها شكليات أو أحد أنواع الأدب أو الفن التي لا تقدِّم أو تؤخر في حال التزم المؤمن بها أو التزم بما هو في الشريعة الإسلامية.
د ) زيادة حالة الفتور الديني عند الأرثوذكسيين، عندما سيرون أنه لا فرق في الالتزام بفروض التدين بين ما هو في المسيحية والإسلام. 
هـ ) تقليل أعداد الذين هم غير مسيحيين وعندهم إعجاب بالمسيحية وعلى استعداد لأن ينتسبوا إليها، عندما سيرون أنه لا فرق يذكر بين أن يكون المؤمن مسيحياً أم مسلماً.
     أيضاً في السياق نفسه الوارد أعلاه يصح هنا القول بأن الأرثوذكسيين الأنطاكيين الذين يقومون بهذا الشكل من التوفيق بين المسيحية والإسلام ليس بالضرورة أن يكون قصدهم إظهار أنه لا فرق في الإيمان والتدين عبر أي منهما؛ لكن هذا الأمر سوف يُفهَم تلقائياً عند مجمل مَن سيطلعون على هذا التوفيق، وسواء أكانوا مسيحيين أم لا؛ وسيترتب عليه ما هو وارد أعلاه من ضرر على الكنيسة.
     وأيضاً يصح القول إن هذا الشكل في التوفيق من شأنه أن يفتح المجال لعمليات توفيق أخرى بين الأرثوذكسية وغيرها من مذاهب تعتمد نفس هذا النهج (أي التركيز على القواسم المشتركة وتضخيمها والمبالغة فيها، وفي نفس الوقت التقليل والتقزيم في الاختلافات وحتى عدم التطرق إليها)، مع ما سيترتب على ذلك من نتائج كما أشرنا أعلاه...
     لكن مع التنبيه إلى أنه هنا لا يصح القول إن هذا الشكل في التوفيق بين المسيحية والإسلام هو هرطقة أو ما شابه، طالما ليس هناك اعتراف مباشر أو غير مباشر بنبوة محمد. أي يبقى الاحتمال قائماً أن بعض مَن يعتمدونه يرتكبون مجرد خطأ منهجي في الدراسات الدينية... لكن يبقى من الضروري تنبيه الرأي العام إلى خطئه، وكذلك توجيه تنبيه إلى من يروجون له لإظهار الخطأ فيما يقومون به والضرر الذي يلحق بالكنيسة بسببه.
ب - حول مواقف المثقفين الأرثوذكسيين الأنطاكيين من الإسلام.
     ما نقصده هنا "بالمثقفين" هم حملة الشهادات الجامعية والباحثين والكتّاب والمفكرين والأدباء والفنانين، غير المعنيين بالتربية والإعلام الدينيين، والذين يتطرقون إلى الدِين الإسلامي ونبيِّه لدواعٍ بحثية أو سياسية أو فكرية أو بشكل عَرَضي؛ كما المقصود بهم هم الموجودين في لبنان وسوريا وليس في المغتربات. وما نقصده "بالمواقف" هي ما يعبرون عنه بشكل رسمي، كمثل من خلال كتاب أو مقالة أو في مقابلة أو تصريح عبر إحدى الوسائل الإعلامية. 
     مواقف هؤلاء من الإسلام هي الانقسام بين: الذين لا يتطرقون إليه، والذين يلتزمون بالموقف الأرثوذكسي منه من حيث عدم الاعتراف بنبوة محمد وبإنزال القرآن، والذين يحاولون التوفيق بين الديانتين وإظهارهما كأنهما وجهان لعملة واحدة.
     حول أشكال هذا التوفيق، منها ما هو من ضمن الاتجاهين الواردين أعلاه، ومنها ما هو من ضمن اتجاهات أخرى لا يتسع المجال لها هنا للتطرق إليها؛ لكن سنعود إليها بإذن الله مستقبلاً في مؤلفات أخرى.
     ما يهمنا هنا هو التطرق إلى مسألة بالغة الأهمية كثيراً ما يتم تجاهلها. وهي أن قسماً كبيراً من هؤلاء المثقفين وعند تطرقهم إلى ذِكر محمد، سواء في دراسات دينية تتناول الإسلام أم في دراسات مختلفة (سياسية أو تاريخية أو أدبية أو غيره)؛ فإنهم يذكرون اسمَه بإحدى هذه الأشكال: "النبي محمد" أو "الرسول محمد" أو "محمد (صلى الله عليه وسلّم)" أو "محمد (ص)". هذه التسميات، ومن وجهة نظر المسيحية الأرثوذكسية، هي خطأ كبير كونها تدل على اعتراف مباشر من قبل الكاتب بنبوة محمد وعلى خروج فاضح منه عن المسيحية.
     المفترَض أن تكون هذه التسميات من دون "أل التعريف" ومن دون ذكر صلاة الله عليه. أي كمثل أن يقال "نبي الإسلام محمد" أو "نبي المسلمين محمد" أو "رسول الإسلام أو المسلمين محمد" أو حتى "محمد" فقط...
     لتوضيح الأمور أكثر. فلنفترض أن أحد المسلمين أراد أن يمر على ذكر المسيح في إحدى كتاباته، وقال عنه "عيس بن مريم" أو "النبي عيسى" أو "الإله المتجسد عند المسيحيين"، فهكذا تسميات ليس لديها أية مشكلة من وجهة النظر الإسلامية... لكن إذا قال "الرب يسوع المسيح" فسيفسر كلامه بأنه اعتراف منه بألوهية المسيح وبخروج عن الإسلام.       
     مثلاً آخر، حول بوذا الذي هو إله عند البوذيين. فإذا افترضنا أن أحد المسيحيين أو المسلمين أراد أن يمر على ذكره، وذكره "بالرب بوذا"؛ فسيفسر كلامه هنا بدوره على أنه اعتراف منه بألوهية بوذا وخروج منه عن مسيحيته أو إسلامه...      
     واعتماداً، ومن وجهة النظر الأرثوذكسية، المفترَض بالمثقفين الأرثوذكسيين وعند تطرقهم إلى ذكر محمد في كتاباتهم أو في مقابلات أو تصريحات عبر إحدى الوسائل الإعلامية، أن لا يذكرونه كمثل "النبي أو الرسول محمد" أو أن يضعوا بعد اسمه ذكر صلاة الله عليه.
ج - حول مواقف القاعدة الشعبية للأرثوذكسيين الأنطاكيين من الإسلام.
     ما نقصده هنا بهذه القاعدة هي الموجودة في لبنان وسوريا وليس في المغتربات.
     المنتمون إلى هذه القاعدة، وعند الاختلاط بهم والتحدث إليهم، يمكن الملاحظة، وبكل سهولة، أنهم من ضمن قسمين أساسيين: الأول، يعترف وبكل مجاهرة بنبوة محمد وبإنزال القرآن إلى جانب الاعتراف بألوهية المسيح، وهم بشكل عام لا يكلفون أنفسهم عناء التوفيق بين الديانتين بل يكتفون بالقول إنهم لا يتعمقون بالأمور الدينية؛ الثاني، يجاهر بإيمانه بألوهية المسيح وبعدم الاعتراف بنبوة محمد وبإنزال القرآن. وهناك قسم صغير آخر يذهب إلى أن المسيح هو أحد الأنبياء وليس إلهاً، ومن ضمنه مَن يعترفون بنبوة محمد ومَن لا يعترفون بها. 

4 - حجج إضافية تقدَّم في سياق التوفيق بين الديانتين.
     الأرثوذكسيون الأنطاكيون الذين يقومون بالتوفيق بين المسيحية والإسلام، وسواء أكانوا رجال دين أم علمانيين معنيين بالتربية والإعلام الدينيين أم مثقفين أم من ضمن القاعدة الشعبية، نراهم يقدِّمون واحدة أو أكثر من الثلاث الحجج الواردة أدناه لتأكيد وجهة نظرهم حول صحة الدين الإسلامي وجواز إظهاره كأنه والمسيحية وجهان لعملة واحدة. سنستعرض هذه الحجج والردود عليها:
- الحجة الأولى، هي أن الإسلام يكرِّم كثيراً المسيحَ وأمه مريم العذراء، في حين أن المسيحية لا تعرف أصلاً بنبوة محمد.
الرد: الإسلام يكرِّم المسيح بصفته أحد الأنبياء وليس بصفته الإله المتجسد، والقول عن المسيح إنه أحد الأنبياء من شأنه أن ينسف الدين المسيحي من أسسه.    
     ثم إن الإسلام يكرِّم مريم العذراء على أنها أم ليسوع النبي وليس أماً ليسوع الإله؛ وتكريمها على أنها أم ليسوع النبي هو إهانة لها في المفاهيم المسيحية... إضافة من ضمن ما هو وارد في الأحاديث (المتفَق على صحتها) أنها ستكون إحدى زوجات محمد في الجنة (من الأقوال المنسوبة له: "إن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى")؛ بالتالي، لا يمكن القول إطلاقاً إنه، في المفاهيم المسيحية، يوجد تكريم في الإسلام للعذراء.
     أي إن القول بوجود تكريم في الإسلام للمسيح ولمريم العذراء هذا لا يصح إلا عبر إحداث تغيير جذري في المسيحية يلغي ألوهية المسيح.
 - الحجة الثانية، هي أنه يوجد انتشار واسع للدين الإسلامي، فكثرة الذين ينتمون إليه (أكثر من مليار وثلاثمائة مليون نسمة) هم دليل على صحته.
الرد: في المنطق الديني العام لا يصح القول إنه كلما زاد عدد المنتمين إلى أي دين زادت صحته؛ كونه يوجد عدة عوامل قد تكون مؤثرة في زيادة أعداد هؤلاء منها: كثرة الولادات عندهم، استخدام القوة العسكرية ووسائل الترهيب والترغيب لنشر الدين عند الآخرين أو لمنع المنتمين إلى الدين من مغادرته، النظام السياسي القادر على حماية هؤلاء من أية اضطهادات أو ضغوطات تهدف إلى حملهم على تغيير دينهم، وغيره...
    كذلك هو الحال عند البحث في صحة أية عقيدة أو مدرسة في العلم أو السياسة أو الفلسفة أو الأدب أو الفن أو غيره، فمن غير المنطقي القول إنه كلما زاد عدد المنتمين إليها أو الموافقين عليها زادت صحتها...
- الحجة الثالثة، هي أنه يوجد معجزات علمية وتاريخية واردة في القرآن وحتى في الأحاديث، وهي دليل على صحة دين الإسلام.
الرد: المعجزات هي موجودة في جميع الأديان عبر التاريخ (حتى عند السحرة وعبدة الشيطان). تقريباً ليس هناك من دين، كان، أو لا يزال، له وجود فاعل في مكان ما، إلا ويوجد معجزاتٌ فيه؛ والتي قد تكون عجائب وآيات يقوم بها مَن يوصفون بالقديسين أو الأنبياء أو ما شابه، أو قد تكون ظهورات خارقة للطبيعة، أو قد تكون حقائق علمية (أو تاريخية أو نبوءات) واردة في النصوص الدينية... مثلاً، في تمارين اليوجا (والعلم الخاص بها) والموجودة في الديانتين البوذية والهندوسية، والتي كانت موجودة حتى قبل وجود الدين اليهودي بآلاف السنين، يوجد فيها معجزات علمية قادرة على تطويح أكبر العقول وعلى تحدي أحدث الإنجازات العلمية...
     المقصود هنا هو أن وجود المعجزات في أي دين ليس دليلاً على صحته، بل إن صحته تعتمد أساساً على البنيان الكلي له خاصة في النواحي الأخلاقية والإنسانية، ويكون وجود المعجزات مسألة مكمِّلة لهذا البنيان. لأنه كلما زادت القيم الأخلاقية والإنسانية في أي دِين زاد تحوله إلى أداة لما هو خير. والعكس صحيح، أي كلما نقصت هذه القيم فيه زاد تحوله إلى أداة لما هو شر أو ضرر؛ كمثل التعامل العنصري أو الفوقي أو التهميشي أو الانعزالي مع أبناء باقي الديانات، أو تحليل الاعتداء عليهم أو على حرياتهم وباقي حقوقهم، أو نشر الدين بالقوة عندهم، أو تحليل العبودية أو الطبقية بين الرجال والنساء وما شابه...
     حول السبب في وجود المعجزات في جميع الأديان وعن مصدرها وعن كيف يُفترَض التعامل معها، فسنتطرق إلى هذا الموضوع بإذن الله مستقبلاً في مقالة خاصة به.
     بعد استعراضنا لهذه الحجج الثلاث، لا بد من التنبيه إلى أننا هنا نتطرق فقط إلى الحجج الإضافية التي تقدَّم من قبل ذلك الفريق الأرثوذكسي في سياق توفيقه بين المسيحية والإسلام؛ ولا نقوم بإجراء تقييم عام للدين الإسلامي لإظهار ما له وما عليه... فهذا موضوع آخر سنتطرق إليه بإذن الله مستقبلاً في مؤلفات أخرى.
  
5 - في النهاية لا بد من القول إن من كان أرثوذكسياً (إكليريكياً أو علمانياً) وفي نفس الوقت مقتنعاً بنبوة محمد وبإنزال القرآن، فالمنطقي أن يترك مسيحيته ويعلن إسلامه. أما أن يبقي "إجِر في البور وإجِر في الفلاحة" وأن يحاول أن يخترع ديناً جديداً معوجاً للجمع بين المسيحية والإسلام فهذا غير منطقي.


حول المقالة الثانية انظر "الأرثوذكسية والموقف من الإسلام والمسلمين (2\2)":
http://www.amersemaan.com/2014/03/22.html



عامر سمعان ، باحث وكاتب
25/ 3/ 2014

هناك تعليقان (2):

  1. اخر عامر
    1- كلمة عيسى جاؤا بها من عيسو من العهد القديم
    2- مريم بنت عمران اخت هارون هي غير مريم والدة الإله بنت يواكيم وحنة.
    3- بعد اذا كان انجيلنا محرّف. متى حرف ؟ قبل الإسلام ام بعد الإسلام

    ردحذف
    الردود
    1. عزيزي:
      1 - بخصوص كلمة عيسى ، الهدف من التطرق إليها في المقالة ، وبغض النظر عن مصدرها ، هو للتوضيح أن الفريق الأرثوذكسي الذي يحاول التوفيق بين الديانتين المسيحية والإسلام ، يريد أن يُظهِر أن هناك اعترافاً غير مباشر بألوهية المسيح في القرآن، ومن ضمن ما يقوم به في هذا السياق هو الادعاء بأن عيسى الوارد ذكره في القرآن ، والذي هو نبي ولم يصلب وغير ذلك بحسب ما هو في القرآن ، ليس المقصود به المسيح الذي هو عند المسيحيين ، بل آخر .... أي يريدون القول بأن القرآن يعترف بألوهية المسيح بشكل غير مباشر، طالما لم يتطرق إليها ولم ينكرها...... وهذا المنهج في التحليل هو غير صحيح كما كنا قد اوضحنا في المقالة أعلاه.
      2 - حول اعتقاد المسلمين بزواج محمد بمريم العذراء في الجنة انظر ما صدر عن دار الافتاء المصرية بهذا الخصوص :
      http://www.masreat.com/%D9%81%D8%AA%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A1-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B0%D8%B1%D8%A7%D8%A1/
      3- حول ان الإنجيل محرف ، فما قد تم التطرق إليه بهذا الخصوص في المقالة، هو أن اعتقاد المسلمين بخصوص التوراة والإنجيل المتداولان حالياً عند المسيحيين هو أنهما محرفان وأن النسخة الأصلية ضائعة...
      ومن الطبيعي أن يكون هذا هو المعتقد الموجود عند المسلمين منذ أن نشأ الإسلام ، لأنه في حال العكس ، أي في حال الاعتراف بصحة التوراة والإنجيل فهذا يعني الاعتراف بألوهية المسيح وصلبه وقيامته، الأمر الذي يجعل من الديانة الإسلامية مجرد مذهب داخل المسيحية...
      تحياتي

      حذف