إحدى
القواعد المعروفة في الإستراتيجيا هي أن محاربة الإرهاب تكون نفسانية وإيديولوجية
قبل أن تكون عسكرية واقتصادية.
فأين هي الخطط النفسانية (أي الإعلامية)
والإيديولوجية (أي الفكرية) الموضوعة من قبل محور المقاومة أو روسيا أو فرنسا أو
التحالف الأمريكي في محاربتهم لتنظيم داعش وأخواته ؟
في الواقع لا يوجد أية خطط في هذا الصدد، كل
ما لديهم هو التحرك العسكري والاقتصادي، حيث هذا الأخير هو أساساً ضرب الموارد
النفطية لداعش... ومع العلم أن الفرنسيين والتحالف الأمريكي ليسوا جادين في
محاربتهم العسكرية أو الاقتصادية؛ والصحيح هو القول إنهم يحاربون داعش فوق الطاولة
ويدعمونه تحت الطاولة.
الخطط النفسانية والإيديولوجية في هذه
المواجهة لا بد أن تقوم أساساً على الدراسات السوسيولوجية المعمَّقة والصحيحة
والتي توضِح أسبابَ انتشار المدّ الإسلامي الأصولي المتطرف والظلامي في القواعد
الشعبية في العالمين العربي والإسلامي بدءًا منذ ثمانينات القرن الماضي...
وطالما هذه الخطط لا تزال غائبة، أو موجودة
عند البعض لكن غير معمول بها، فالأفضل عدم الانجرار في التفاؤل بقرب القضاء على
السرطان الداعشي، وعلى الدول العربية والإسلامية والغربية وروسيا أن تتحضر لمسلسل
طويل من الحرب الداعشية... وحيث تفجير الطائرة الروسية وتفجيرات الضاحية في بيروت
وهجمات باريس هي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في هذا المسلسل.
وبالطبع سيكون هناك الكثير من المدّ والجزر
والانتصارات والإخفاقات لهذا السرطان الداعشي، وسيشهد العالمان العربي الإسلامي
استمراراً لمسلسل الفتاوى الظلامية الإسلامية والانحدار الفكري الديني والأحقاد
الطائفية المتبادلة والتطهير الطائفي...
المطلوب للخروج من هذا النفق المظلم هو
الإستراتيجيا الصحيحة والعلمية التي تقوم على التكامل بين الخطط النفسانية والإيديولوجية لمحاربة الفكر
الداعشي والتحركات العسكرية والاقتصادية.
عامر
سمعان ، كاتب وباحث
17/ 11/ 2015
