ما يتضمنه كتابي "حول الأزمة اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة" دراسات معمقة وغير مسبوقة في السياسة والإستراتيجيا والتنمية والسوسيولوجيا؛ من بينها: أربع نظريات جديدة في الأنتروبولوجيا المجتمعية، وخطة لحلّ الأزمة في لبنان، وإستراتيجيا تعتمد وسائل المحاربة الإعلامية والسياسية والاقتصادية لهزيمة الولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية، والتي سيكون من نتائجها الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي والتطور في العالم العربي ومعظم دول الجنوب.

السبت، 28 فبراير 2015

شعر غزل ( 11 )


"فَدوى"

قالت "فَدوى"، أنا طفولتي عَفَوية وغِيرتي شرقية

أنا زَهرةٌ تَموجُ في الجبالِ أنا حسناءُ عَسَلية

مَن يُريدْ حُبِّي فليُدلِعني ويُرِني أشواقَهُ السَخِّية

فقَطفتُها في غَفلةٍ منها لتكونَ طِفلَتي النَدِّية

فما بَرِحَت تَلعَبُ في غُرفَتي، وتَتَدللُ عليَّ، كقِطةٍ شَقيَّةٍ وشَهيَّة.

.....................................

"زَهراءُ"

"زَهراءُ" ما أروعَها تُضِيء كأجملِ زَهرة

في بساتينَ سِحرية، تُوحِي بأحلى ثَمرة

لعينيها بُنِيُّ اللَونِ فيه شَغَفٌ ببراءة

وعلى خديها ياقوتُ من أطايبِ حُمرَة

هي عند مَن يرونها حلمٌ يعيشونه بكلِ حُبٍ وأسطورة.

.....................................

"هَلا"

يَتطايرُ شَعرُها الأشقَرُ كخيوطٍ من ذَهَبٍ  

يَحمِلُ عِطرَ بَخورٍ كمِن إلى عاشقٍ مُلتَهِبٍ 

يَنسَدِلُ على جَسَدٍ مُكتَنِزٍ من جَمالٍ مُوهَبٍ

تَجدِلُهُ على الجَبينِ كمَلِكةٍ بسِحرٍ مُرهَبٍ

فَوقَ عَينينِ من فَيروزَ أخضَرَ يَأسِرانَني كألوانٍ من حُبٍ ولَهَبٍ.

.....................................

عامر سمعان

السبت، 21 فبراير 2015

أحد فصول الهبلنة في لبنان

     يتمتع لبنان بمناخ معتدل هو من الأفضل والأجمل في العالم. فهذا البلد يمتاز بمناخ متوسطي ذي أربعة فصول (على كامل مساحته)، هو من البلدان القليلة جداً في العالم بهذه الميزة، مع درجات حرارة معتدلة صيفاً وشتاءً وكمية وافرة من المتساقطات وشروق جيد للشمس أكثرية أيام السنة. ومن دون عواصف أو فيضانات أو أعاصير مدمرة، ومن دون جفاف أو تصحّر، ومن دون عواصف رملية، ومن دون فروقات حادة في الحرارة بين الصيف والشتاء أو بين النهار والليل. إضافة إلى امتلاك هذا البلد لثروة مائية كبيرة هي ثروة وطنية نسبةً إلى مردودها الاقتصادي، ولموسم تزلج فوق جبال هي من الأجمل في العالم.
     هذا هو مناخ لبنان بموضوعية ومن دون مبالغة، ومن دون زيادة أو نقصان.
     هناك فقط كارثتان مناخيتان حدثتا في تاريخ لبنان الحديث. الأولى والأهم، كانت فيضان نهر أبو علي في طرابلس في العام 1955؛ مما أدى إلى وقوع الكثير من القتلى إضافة إلى خسائر مادية كبيرة. لا يوجد إحصاء دقيق للقتلى، فهناك من يقول إنهم بالعشرات وهناك من يقول إنهم حوالي 400. الكارثة الثانية (والتي لا يكاد أحد يذكرها) كانت الفيضان في بلدة وادي فَعرَة في البقاع عام 1946 مما أدى إلى الكثير من القتلى الذين طُمروا وأضرار مادية مهمة في البيوت والمواشي (عن حسين أحمد سليم).
     وعدا عن هاتين الكارثتين كان من الطبيعي أن يقع أحياناً في لبنان قتيل أو اثنين أو ثلاثة في السنة، بسبب البرد أو التفحّم أو السيول أو غيره؛ وهذا من الحوادث الفردية التي تحصل في جميع دول العالم من جراء الأمطار والثلوج.
     كما من الطبيعي أن تحصل أضرار مادية كمثل تحطّم بعض مراكب الصيادين أو انهيار  لحائط دعم ما أو فيضان السيول في شارع ما ودخولها إلى المحلات وما شابه؛ وهذه بدورها تحصل في جميع دول العالم. وقد تكون نسبياً في لبنان أكثر من غيرها بسبب سوء الإدارة العامة لجهة عدم تنظيف المجاري أو الغش في بناء البُنى التحتية والمنشآت العامة وغيره. لكن هذه الأضرار تبقى صغيرة جداً بالمقارنة مع النتائج الإيجابية الضخمة المترتبة على هطول الأمطار والمناخ المعتدل في مجالات اقتصاد لبنان ومركزه ودوره.
     نأتي الآن إلى طريقة التعاطي الإعلامي في لبنان مع موضوع هطول الأمطار. المفترَض بالمؤسسات الإعلامية اللبنانية، ومن منطلق الموضوعية والمصلحة الوطنية، أن تقوم دوماً بإبراز تلك الميزات في مناخ لبنان المعتدل، والتي كما قلنا تكاد تكون نادرة في العالم. لكن أصبحت بمعظمها، ومنذ حوالي العشرين سنة، تكاد لا تتطرق إلى هذه مسألة إلا نادراً؛ وعوض ذلك نراها تستنفِر إعلامياً كلما حصل هطول للأمطار مع هبوب الرياح وتصوّر الأمور وكأن هناك أمر بالغ الإزعاج والخطورة سيصيب لبنان. ويكون هذا واضحاً:
- في تعليقات مقدِّمي النشرات الجوية في حديثهم عن: عاصفة قادمة وأن الطقس سيكون سيئاً وماطراً... وأنه في التاريخ كذا سيكون الطقس جميلاً حيث يمكن القيام بالمشاوير... وسوى ذلك...
- وفي تعليقات مذيعي الأخبار كمثل تشبيههم لعواصف الطبيعة بالعواصف السياسية والأمنية وغيره...
- وفي تحقيقات المراسلين الذين يقومون بالتجوال في مختلف المناطق ليسألوا المواطنين عما سيفعلونه أثناء العاصفة، أو ليقوموا بتغطية قدوم العاصفة لحظة بلحظة؛ وكأن أحد أعاصير الكاريبي قد وصل إلى لبنان !
     فما هو العجيب والغريب إذا حصل هطول للأمطار في لبنان مع هبوب رياح وتساقط ثلوج، حتى يستأهل الأمر كل هذه الضجة الإعلامية ؟
     في علم المناخ يتم استخدام كلمة "عاصفة" كمصطلح علمي للدلالة على سرعة معينة للرياح؛ لكن في الإعلام اللبناني لا يستخدمونها كمصطلح علمي بل كما قلنا للدلالة على أمر بالغ الإزعاج والخطورة... وبالطبع يبقى من الضروري تنبيه المواطنين إلى الطرق المقطوعة أو السالكة أو إرشادهم إلى أية إجراءات للسلامة في مختلف الظروف المناخية... فالفرق كبير بين هكذا إرشادات وبين التخويف والتهويل من هطول الأمطار وهبوب الرياح.
     العبارات كمثل: "العاصفة تضرب لبنان"، و"لبنان تحت وطأة العاصفة"، و"العواصف مستمرة"، و"اللبنانيون يعانون من العاصفة"، و"ألم يكفي اللبنانيين العواصف السياسية والأمنية حتى أتتهم العاصفة الطبيعية"، وشبيهاتها... والتي نسمعها في معظم المؤسسات الإعلامية اللبنانية... فلو كان هناك عاصفة مدمرة ستضرب لبنان من شأنها أن توقع القتلى وأضرار مادية على المستوى الوطني، لكانت هذه العبارات مقبولة... لكن أن تقال عند كل هطول للأمطار مع هبوب للرياح فهذا:
- أولاً، سخافة وقلة احترافية في العمل الإعلامي.
- ثانياً، يتعارض مع المصلحة الوطنية، بالنظر إلى النتائج الإيجابية الضخمة المترتبة على هطول الأمطار والمناخ المعتدل في مجالات اقتصاد لبنان ومركزه ودوره؛ وضرورة إبراز هذا الأمر في النشاط الإعلامي.
- ثالثاً، خطأ في المنظور الديني - الأخلاقي، كونه بمثابة الكُفر بنعمة وبركة الأمطار والمناخ المعتدل التي أنعم الله بها على لبنان.
     المفترَض بالمؤسسات الإعلامية اللبنانية، المرئية والمسموعة والمقروءة والالكترونية، أن تتَّبع خطة العمل الإعلامية التالية فيما يتعلق بموضوع هطول الأمطار والمناخ في لبنان:
     "يتمتع لبنان بمناخ معتدل هو من الأفضل والأجمل في العالم. فهذا البلد يمتاز بمناخ متوسطي ذي أربعة فصول (على كامل مساحته)، هو من البلدان القليلة جداً في العالم بهذه الميزة، مع درجات حرارة معتدلة صيفاً وشتاءً وكمية وافرة من المتساقطات وشروق جيد للشمس أكثرية أيام السنة. ولا يوجد فيه: عواصف أو فيضانات أو أعاصير مدمرة، أو جفاف أو تصحّر، أو عواصف رملية، أو فروقات حادة في الحرارة بين الصيف والشتاء أو بين النهار والليل. إضافة إلى امتلاك هذا البلد لثروة مائية كبيرة ومهمة، ولموسم تزلج فوق جبال هي من الأجمل في العالم."
     هذه هي خطة العمل الإعلامي التي من المفترَض بالمؤسسات الإعلامية في لبنان (المسؤولة والواعية والفهمانة والوطنية) أن تتبعها فيما يتعلق بهطول الأمطار والمناخ في لبنان؛ سواء أكان في الصيف أم الشتاء، وأثناء هطول الأمطار أم الصحو... وليس أن تهوِّل وتطبِّل وتزمِّر وتستنفِر إعلامياً كلما حصل هطول للأمطار وهبوب رياح وتخوِّف الناس بأن هناك "عاصفة رايحة وعاصفة جاية".
     فيما يتعلق بتعاطي الناس العاديين في لبنان مع موضوع هطول الأمطار، فهو لا يختلف بدوره مع تعاطي المؤسسات الإعلامية معه. فعوض أن يشكروا ربَّهم على نعمة هطول الأمطار والمناخ المعتدل، نراهم أصبحوا (خلال هذين العقدين)، وبمعظمهم، يتأففون ويتذمرون وينقُّون كلما حصل هطول للأمطار مع هبوب رياح بأن هناك "عاصفة رايحة وعاصفة جاية".
     في العقود الماضية من القرن العشرين كان يتفق أن يأتي فصل الشتاء أكثر قساوة بكثير مما هو حالياً. وأحياناً كان يحصل ما يُعرَف باللغة العامية "شِتي عِيانات" حيث كان يستمر هطول الأمطار لحوالي الأسبوع بتواصل ومن دون أي توقف نهاراً أو ليلاً. ومع ذلك لم يكن أحد يتذمر، لا من الإعلاميين ولا من الناس العاديين؛ بل كان الجميع يشكرون ربَّهم على نعمة الأمطار والمناخ المعتدل... الآن، ما أن تهطل الأمطار ليومين متواصلين حتى تعلو الصرخة بأن "عاصفة رايحة وعاصفة جاية".
     باختصار، إن طريقة التعاطي في لبنان مع موضوع هطول الأمطار والمناخ، على الصعيدين الإعلامي والشعبي، يصح وصفها بأنها: "أحد فصول الهبلنة في لبنان".



عامر سمعان، كاتب وباحث
21/ 2/ 2015

الاثنين، 16 فبراير 2015

شعر غزل ( 10 )

قالت، لا تَنتَقِد عِندي خَجَلي الشديد

فأنا بسيطةٌ في الحُبِّ وأنتَ الخَبير...

قلتُ، هي المرأةُ لُغزٌ من ماضٍ بَعيد

تَدَّعي الخَفَرَ ثم تَجعَلُ منكَ الأسير

تَلعَبُ بالقلبِ كفنانٍ يُتقِنُ التَجويد...

قالت، ما أجملَ أن أكونَ فنانتُكَ، وأنتَ لَحني أعزِفُهُ بقبُلاتٍ أثناءَ مشاوير.

.....................................

"فَدوى"

إلامَ تَنظُرُ وتَحلُمُ هاتانِ العَينان ؟

وكيف قد احتوتا كلَّ ما في الحَنان ؟

هل تَطمَحانِ إلى أسرِ قلوبِ الشُبان ؟

أم لتكونا على كلِّ هَمسَةِ حُبٍّ السَجّان ؟

هما في دُنيايَ ملكتانِ، تُساعِدُهما وصيفتانِ رائعتانِ... الشفتانِ والقَدمان...

.....................................

إنها "رنا" بجمالٍ من طرطوسَ عَفَوي

تَنقُلُكَ بسحرِها إلى كلِّ كَوكبٍ دُرِّي

يَنتظِرُ البَحرُ وطأتَها وبشَغَفِه يَنتَشِي

فتغارُ الأمواجُ منها وتَطمَحُ ببياضِ لونِ بَشرَتِها الشَّهي.

.....................................

عامر سمعان