ما يتضمنه كتابي "حول الأزمة اللبنانية ونهاية الزعامة العالمية للولايات المتحدة" دراسات معمقة وغير مسبوقة في السياسة والإستراتيجيا والتنمية والسوسيولوجيا؛ من بينها: أربع نظريات جديدة في الأنتروبولوجيا المجتمعية، وخطة لحلّ الأزمة في لبنان، وإستراتيجيا تعتمد وسائل المحاربة الإعلامية والسياسية والاقتصادية لهزيمة الولايات المتحدة وإنهاء زعامتها العالمية، والتي سيكون من نتائجها الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي والتطور في العالم العربي ومعظم دول الجنوب.

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

غلطة فيصل القاسم


         قام الإعلامي الشهير فيصل القاسم، العامل في قناة الجزيرة وصاحب الخمسة ملايين معجب على صفحته على الفايسبوك، بوضع تعليق على هذه الصفحة يسخر من الجيش اللبناني بالقول: "انجازات الجيش اللبناني منذ تأسيسه: تصوير كليب مع وائل كفوري، تصوير كليب مع نجوى كرم، تصوير كليب مع أليسا، تصوير كليب مع هيفا، حرق مخيمات السوريين بعرسال ... محمد ابو القاسم".
     من الواضح أن هذا التصرف من قبله لم يكن مجرد نشاط صحفي أو إبداء رأي سياسي، بل هو من ضمن عمله الإعلامي المأجور في خدمة السياسة الأمريكية - الخليجية - التركية، المعارضة لمحور المقاومة والهادفة إلى إسقاط سوريا وحزب الله.
     لكن ما قد غاب عن ذهن هذا الإعلامي الكبير، والذي من المفترَض أن يكون عنده اطلاع واسع على أوضاع لبنان وباقي دول المنطقة أو على الأقل أن يكون عنده فريق عمل يساعده في تجميع المعطيات وتوضيحها عن هذه الأوضاع، هو أن معظم اللبنانيين أصبحوا ينظرون إلى الجيش اللبناني على أنه الحصن الأول المدافع عنهم بوجه جرائم داعش وأخواتها وأنهم لن يهضموا مطلقاً هذه الإهانة بحق هذا الجيش، وأنه مع تغلغل الخطر الداعشي وغيره التكفيري في الداخل اللبناني فإن هكذا إهانة لن تُعتبَر من ضمن حرية العمل الإعلامي والسياسي بل تصبح مساً بالأمن القومي في البلاد، كونها تصدر عمن هو أحد أشهر الإعلاميين في العالم العربي وصاحب الخمسة ملايين معجب على الفايسبوك والذي يعمل في إحدى أشهر الفضائيات في هذا العالم.
     لذلك أقل ما يصح أن يوصف به هذا التصرف من قبل فيصل القاسم هو أنه خطأ كبير وبمنتهى الغباء؛ وخاصة أنه لم يتراجع عنه أو يحاول تصحيحه، بل قام بالتمادي به...
     المفترَض الآن بالمعنيين في محور المقاومة وغيرهم من المهتمين بالموضوع أن يعرفوا كيف يستخدمون هذا الخطأ وأن يعرفوا أيضاً كيف يستخدمون أخطاء أخرى كثيرة صدرت عن قناة الجزيرة بحق الجيش اللبناني أو داعمة للتنظيمات الإرهابية، للوصول إلى صدور حكم قضائي بإقفال مكتب هذه القناة في بيروت وبمنع فيصل القاسم من دخول الأراضي اللبنانية. وهذا ليس فقط بهدف توجيه ضربة موجعة إلى الإعلام المأجور للسياسة الأمريكية - الخليجية - التركية، بل أيضاً بهدف خدمة هيبة الجيش وهيبة الدولة والأمن القومي في البلاد.  
     الوصول إلى صدور هذا الحكم القضائي ليس بالأمر الصعب في حال تمت إدارة هذه المعركة بالشكل القضائي والإعلامي الصحيح من قبل السياسيين والإعلاميين والحقوقيين والناشطين في محور المقاومة وغيرهم من المهتمين بالموضوع... فهل سينجحون ؟؟؟


عامر سمعان ، كاتب وباحث
30/ 9/ 2014